
كان في مرة بنوتة ، بتمشى دايما نص خطوة ، نص خطوة بس عشان حملها كبير ، كبير أوي ... و كانت راضية بالخطاوي القليلين و شايفة الدنيا مش حلوة أوي و مش وحشة أوي .. بس ممكن السحاب في نهار صافي يغير وجهة نظرها عن بكرة و عن الكون و عن كل أحلامها المستخبية في البعيد .. فكانت تبتسم بسمة حقيقية و تحس إن بكرة جاي أخضر ،و إنها بخير ..
و في يوم ، البنوتة لقت وليف .. و رجعت تفهم يعني ايه عش / حضن / صحبة / سكن ... و ارتاحت بقى .. وليفها كان أمير مسحور زي مايكون كدة ابن القمر .. و ضهره بيساع من الحمل كتير .. رمت كل حمولها عليه و بزيادة .. و مسكت في ايده و قررت تجرب تمشي خطوة بحالها كل ماتمد رجليها لقدام .. خطوة بحالها من غير حمل و لا هم ..كان بيراقبها و فرحان بيها اوي ، فرحته بيها كانت بتخليها تمد الخطاوي بجنون ، زي ماتكون أول مرة تجرب المشي و فرد الضهر ... لما كانت بتستخبى تحت جناحه كان الكون كله بيتسلم لإحساسهم بالخير .. يوم ما قالها بحبك السما قررت تولد نجوم ، راقبوها سوا في سكوت و كملوا ..
و في يوم .. البنوتة اتكعبلت .. اتكعبلت جامد و خبطت في الأمير و يمكن وقع و اتعوروا هما الاتنين ... قام الأمير مرجع للبنوتة حملها و حبها و النجوم اللي اتولدتلها ، و غاب في أفكاره عشان يفهم .. و سابها ، نسي انها نسيت ازاي كانت بتمشي نص خطوة .. و ازاي قدمها مبقاش بيفهم قلة الروح .. حاولت تقرب ناحية جناحه من جديد لقت ترابيس كتير و يفط " ممنوع – ممنوع – ممنوع " .. وقفت في وسط الشارع جنب الحمل المرمي على الأسفلت .. سندت براسها على أكياس الحمل و ضهرها اتحنى من قبل ماتشيلها ، و فضلت تفكر ازاي ممكن من هنا ورايح تمشي ربع خطوة .. أو أقل
البنوتة ... بتبكي طول الليل ، كل ليل .. خايفة و مش فاهمة ،، و مش قادرة تقوم تجرب الحياة تاني ببساطة كدة .. بعد ما الفرحة الكبيرة بيها و بخطاويها بقت نفور و حزن ... الكون مبقاش مفهوم ، و السما مش راضية تبعتلها غير شوية سحاب لسة مش عارف يشرحلها ازاي ممكن تكون بخير ، بعد ماكانت جيوبها مليانة ضي ،، و نجوم ...
" و الروح مربوطة مابين قطرين ماشيين بالعكس .. "
و توتة
توتة
.