في الحقيقة كنت أنتظر كتابة هذه التدوينة .. أنتظر أن أكتب عن هذه " الجمعة " اللي مرت مرور الكرام في نتائج الحائط و الأذهان و التواريخ، مرت على الجميع كيوم لطيف/ مسحة أمل فوق رأس كل هذا الغضب.. إنما مرت عليّ أنا كانتزاع روح من روح .. وأخيراً ، أخيراً نزلت! .. لم أكتب كيف كانت أول مظاهرة في حياتي.. و كيف دب الله الطاقة في جسد ضغطه 90 على 55 تقريباً – دة لما قسته بالليل و الصبح أكيد قل عن كدة في الشمس كمان! -... هكذا اكتشفت ، أنني كنت أصرخ طوال النهار بجسد يفترض به أن يفقد الوعي أصلاً.. حتى أنني كنت أسترسل في الهتاف و أنسى ما حولي تماماً.. و أكتشف بعد مدة أنني " جدعة بزيادة " و يفترض بي أن أتوقف قليلاً كل مدة لأقدر على استكمال المسير ... لم أكن أشعر بقدميّ المتورمتين بفعل انخفاض الضغط .. كنت أصب المياه على وجهي كل مدة و أتناسى تماماً الصفير في أذني و أسمع الهتافات بوضوح.. لا أحب - عذراً يعني – الفشخرة بما تعلمته من المرض.. إلا أنني أدركت بمرور الوقت أن انهيار الجسد بصفة عامة ليس سبباً منطقياً للتوقف عن أي شيء..
لا يمكن وصف مشاعري بالضبط و أنا أراقب السماء تُليّل و أصرخ " يا حرية فيــنك "، كانت تخرج من عظام صدري بالفعل .. لن يجدي شرح جملة " يا أهالينا انضموا لينا " .. لن أقف كثيرا عند كلمة " أهالينا" ، ربما سأذكر فقط أن بها من الرجاء و الهم و الانتماء ما يعتصرني من الداخل لمجرد أن أكتبها الآن .. هذا الانتماء الانتماء الانتمــاء الذي لم يترك في داخلي أدنى قدر من القلق من الانخراط وسط الجموع وحدي، كنت بسرح بالفعل من صحابي و تهت في النهاية منهم طبعاً! .. و برغم الإعياء عدت لبيتي ممتلئة بالخير حتى النخاع و غير قادرة على النوم ، كانت تطهو الحماسة في داخلي أرغفة ساخنة لا يمكن ترك متعة خبزها لصالح أي شيء في الكون .. و لا حتى النوم .. و في الحقيقة هذا الهراء الذي كتبته الآن ليس شيئاً أبداً مما حدث ... و أنا غير قادرة على الاسترسال في التفاصيل الآن ، لأني كنت ناوية أكتب عن حاجة تانية أصلاً!
الحاجة التانية هي أنني عدت منذ قليل من زفاف إحدى قريباتي.. كنت أحمل هماً لا يوصف طوال اليوم و لا أملك ملابس مناسبة و لا أرغب في الذهاب أبداً، إلا أنني أفاجئ نفسي أحياناً بعودتي من هذه الكرنفالات بنوع من الطاقة الإيجابية .. الطاقة التي تخص رؤيتي لمشهد صادق واحد يوحّد ربنا .. يحمل لي ضغطة تنبيه في مفكرة دماغي تخبرني أنه " على فكرة.. الناس مابتتجوزش عشان لقت الهيرو اللي بيجيب الديب من ياقة قميصه، و مابتعملش حياة متفصلة على مقاس باترون الحلم بالظبط .. في ناس بتعرف تستمتع بالمشاركة في عشرة طيبة، لا أكثر.. و لا أقل "
هذا بالإضافة إلى البطون التي تركتها " الفرح اللي فات " مسطحة تماماً، و وجدتها اليوم منفوخة نفخات متباينة في الحجم .. و كل أم مستقبلية تربت على كيس الكانجرو الخاص بها بفخر و تبتسم في وجهي، مما يجعلني في الحقيقة أفرح بهن و أهنّي بحماسة شديدة .. ثم الصغار الكثيرة التي ترتدي فساتين مكرنشة و بدل تصلح كملابس لعبة و ترقص رقصات مبهجة غير مفهومة .. الفتيات يدرن دواريات حول الجيبونات و الفتيان يقفزون بأكف مضمومة لأسباب غير معروفة .. و أنا أراقب و أضحك من قلبي و أشارك أحياناً في التهييس، و الزغاريط بالطبع .. هوايتي المفضلة
و بغض النظر أن الفانتازيا الخاصة بي عن يوم زفافي تتضمن مشهداً لي حافية القدمين على رمل شاطئ خاص وأنا أرتدي فستانا أبيض ناعم غير منفوش و بلا ذيول .. و أترك لمعة عيني تزين وجهي دون حاجة لكيلو مكياج، سأضع القليل فقط بألوان هادئة .. و أسدل شعراً مموج واقفت أخيراً على تغيير لونه للعسلي الغامق، و أطبع قبلات فجائية على خد زوجي المستقبلي كلما أردت ذلك و آخذه و نهرب بعيداً قليلاً إذا استوحشت الزحام .. ثم نعود لنرقص الـ تشا تشا و رقصة البطة ،، و نضحك كما لم نضحك من قبل ..
وبغض النظر عن أن هذه الفانتازيا لا تتضمن الدي جي و البوفيه " و كل الحاجات اللي فيها ايه "، و برغم كل القناعات الخاصة بأن الأفراح التقليدية مملة و ساذجة و بتاعت منظرة .. إلا أنه لا يمكنني إنكار أنها تحوي فرحة خاصة للأهل.. يمكن للعرسان في أثناء جلستهما في الكوشة أن يهمسا لبعضهما البعض همسة من تلك الهمسات التي يجلس الفضوليون أمثالي يتساءلون عن فحواها .. ليقولا لبعضهما البعض " فرّحناهم " .. و قد تحسب هذه " بوينت " في الخانة الفارغة دائماً و أبداً و الخاصة بفرحة و فخر و رضا الأهالي بنا .. و التي يترك فراغها الدائم ثقبا محترما في الداخل .. لا يسده غالباً أي شيء!
هذا بالإضافة طبعا للبهجة الخاصة بشراء " بالرينا " جديدة ..و اتلبست أول لبسة و مابتوجعش الرجلين يا حلوللي.. و وضع " بوروبروؤ " فوق العينين ..و انتشار البوروبروؤ بصفة عامة فيما كنت أرتدي .. هذا طقس مبهج في الحقيقة ، بغض النظر عن التفاصيل..
و عقبال عندكو :)
3 التعليقات:
الافراح بجد بتدى طاقه للواحد جميله جدااا
تحسى انك واقفه مبتسمه طول الفرح وانتى شايفه العروسه والعريس ازاى فرحانين من قلبهم كده
وانهم "راضيين" ببعض مهما كانت الاسباب
جميل اووووووووووي
وعقبال كل بنات مصر
امازينج
امازينج بوست بالجبنه المتبله
حاجه ظريفه فعلا
بس الواحد مبقاش فيه طاقه يكتب عن الجمعه بصراحه
ضربه الشمس المفجأه
والسمار الذى اصاب الواحد لدرجه ان ماما اول ما شافتنى قالتلى وبكل فخر
انت مش ابنى
الجزء التانى حلو
حلو جدا
بس انا مبعرفش ارد على الحاجات الحلوه دايما لان كميه البرؤبرؤء اللى عندى فى كلامى عمرها ما بتجيب نتيجه
خصوصا انو الكلام تحسى انو لحد ماشاهااااااااااوووووووووووور قوى
فبالتالى مش هقدر افتى واقول الله وجميل والبتاعه دى حلوه والبتاعه التانيه اللى غير الاولانيه حلوه
بس كده
شكرا على التعليق بتاعى ربنا يخليه طبعا
وعلى فكره العرسان مبتعرفش الديب من ياقه قميصه
لان للاسف وده عندى شخصيا فى بلدتى المتواضعه
التعالب بتلعب جنب الجامع يوميا قبل الفجر لحد الشروق
يعنى دى مبقتش بطوله خالص على فكره
اديوس
إرسال تعليق