الجمعة، أغسطس 05، 2011

أشياء تشبه أشياء أخرى..




المجات البورسلين موصل جيد للحرارة و تساعد على الاشتعال..

كنت مستلقية على الأريكة في مواجهة البحر ، أشرب شاي بلبن مظبوط ظبطة السنين يشفي الروح العليلة،، و أحاول باجتهاد صنع حالة خاصة من الروقان للتخلص من آثار يومين من الركض المعتاد وراء الولا حاجة.. أسند المج على منتصف صدري و أستمع ساوند تراك فيلم الكيت كات فيما أتابع الحرية، و التي تعني بالضرورة مسطح لوني هائل مكوّن من لون واحد ثابت و لا نهائي، كان في هذه الحالة لون السماء بأسودها الليلي الفاتح .. ممتد و هائل، و هادئ.. لا يحمل نجوم/سحب.. لا شيء .. فقط لون وحيد / فجوة خالية من التفاصيل المرهقة.. شيء يشبه الصمت في وقت مناسب، أو ربما يشبه النوم ..

أصاب بحالة من الأتب كي أستطيع الشرب من المج ثم أسنده ثانية على منتصف صدري بين الرشفة و الأخرى و أسرح شويتين.. حتى لاحظت أن شيئاً ما يحدث في يد المج، وأن ما يحدث في يد المج هو تقريباً ما يحدث في منتصف صدري .. المجات البورسلين التي يتم سندها على منتصف الصدر موصل جيد للنبض، لا أدري إن كان الشاي بلبن عنصر مساعد على الاشتعال أم على التوصيل فقط، و لكنني أوقن تماماً أنه يجب أن يكون مضبوطاً حتى يحدث أي شيء .. كما أن الشيخ حسني ينادي الآن " يوسف" بصوته الحاني في أذني لأسباب أجهلها .. أجهلها تماماً


كيران ديساي..

حاجة فيها خسران..خاسر .. حاجة كدة يعني!!
كنت أحاول أن أتذكر اسم الرواية.. " ميراث الخسارة " التي أعارني إياها صديق و رجحها صديق آخر و اتحايل على أهلي صديق ثالث حتى أقرأها و أنا مصرة إصرار سخيف على الامتناع عن ذلك ، يصيبني إحباط طفولي إذا ما فتحت المندل في كتاب عدة مرات و لم أجد شيء يلفت نظري.. أقرأ غالباً أشياءاً تشبه أشياءاً أريد معرفتها! .. الكتاب يرقد كالـ " حزلئوم"فوق الطاولة الزجاجية التي تتناثر فوقها الكتب التي تخرج من المكتبة و لا أجد وقتاً كافياً لأحاول دسها من جديد في الفراغات الضيقة المتبقية.. أنظر له من فترة لأخرى و أتعمد تجاهله تماماً.. بل أتعمد وضع كتب أخرى فوقه حتى لا يحاول البحلقة في وجهي من جديد.

أنا مصابة بحالة من الملل المرهق منذ مدة، أحاول تخطيها فأقرر أنني سأقرأ بالعنجليزي إلى أجل غير مسمى ،من باب التجديد يعني,, اشتريت كتب بـ130 جنيه و فرحت بيها فرحة التنين.. سافرت فلم أجدها في حقيبتي، اعتقدت أنني نسيتها في البيت ثم لم أجدها في البيت و لا في أي مكان ... اتسرقت/ اتنست في الميكروباص / أنا أصلاً ملبوسة .. لا يهم.. المهم أنني لم أجدها!

صدق أو لا تصدق.. بكيت على الكتب ، أينعم، أمضيت ليلة كاملة أبكي بحرقة! في الحقيقة كانت القشة التي قصمت ظهر المش عارفة ايه .. كتب ب 130 جنيه تختفي في ظروف غامضة في توقيت غير مناسب بتاتاً.. وانا راسي و ألف سيف لازم أقرا بالعنجليزي ! و أصب لعناتي على البي دي إف الذي لن أرتضيه بديلاً.. مررت بديوان بعد يومين ، سألت عن عدة كتب تهمني فإما إنني لا أجدها أو أجدها غالية جداً .. وقفت أمام الرف الذي يحمل كتب بتخفيض 25% لأنتقي أحدها و السلام ..كنت محبطة جداً
يلفت نظري غلاف كتاب باسم عجيب:" hullabaloo in the guava orchad" أقرأ التقديمة فتعجبني.. أشتريه دون أن أحاول معرفة اسم الكاتب ... لم أظن أنني سأعرفه على أية حال.
..

كنت أتحدث مؤخراً مع عدة أصدقاء عن أن الكتابة أحياناً تبدو عبث.. كل هذا يبدو عبث لا نهائي .. لا أحد يقرأ، والذي يكتب لا يأتي بجديد، ما الفائدة إذن؟.. ذكرت حينها انبهاري الدائم بـنظرية " المياه المعدنية".. تسقط مطراً في مكان ما ثم تسيل لبئر ما .. ليستخرجها أحد ما و يعبئها أحد ما في بلد ما، ثم يتم تصديرها لبلد آخر ما يسكنها شخص ما سيؤلمه الحر في لحظة ما، فيقتنع أخيراً بشراء المياه بالمال .. المياه المعدنية التي كانت تخصه منذ زمن، منذ أن كانت غيمة تشاهدها طفلة عن بعد و تحاول أن تصنع من تكاوينها أنف كبير و عين واسعة ،، في عالم آخر تماماً

kiran desai .. her second novel " the inheritance of loss " won the man booker prize in 2006...

كيران ديساي إذن ، الكتاب لكيران ديساي!!!
اشتريت كتباً ب 130 جنيه و أضعتها و بكيتها، بل أصبت بالملل و قررت أن أقرأ بلغة أخرى و كل هذا الهري بهدف واحد، أن أقرأ لكيران ديساي التي كتبت ميراث الخسارة التي كنت أرفض قراءتها لسبب مجهول ، حتى ذهبت بقدميَّ لرف الكتب أبو خصم 25% لأشتري لها كتاباً آخر ، هذه السيدة إذن تخصني بشكل ما..

كيران تريد تقريباً إخباري بشيء سأحاول معرفته.. بالمناسبة الرواية ممتعة جداً و أفكر جدياً أن أنغمس الأشهر القادمة في ترجمتها، ربما هذا ما كانت تحاول إخباري به من الأساس.. أنه عليّ أن أستمر في ممارسة ما يمتعني و أتوقف عن وضعه جانباً لصالح السخافات ..

ربما سأكتب أنا الأخرى شيئاً ما سيحاول القدر إخبار أحدهم به عن طريقي بعد مدة ، فألاحقه بأحد نصوصي و أهرول خلفه ثم تتحول قدميّ لعجلة تطلق خطوطاً في الهواء كما يحدث لكائنات الكرتون.. المهم أنني مهتمة تماماً بأن أصبح جندي مجند مليون و تلتوميت ألف لإيصال الرسائل القدرية،، مهتمة بالفعل ،، أبسولوتلي ...
...

كنت أقول أن المجات البورسلين موصل جيد لحالة من الروقان، العنب و المانجو كذلك... و الكتب التي تسقط في يدك بمحض لعب قدرية متقنة .. السماء و هي تشبه كهف ليلي شاسع، الكنبة.. و النبض الذي يبدو واضحاً في يد المج .. و صوت الشيخ حسني و هو يصر على النداء على " يوسف "في أذني لأسباب أجهلها ..

ما ترد بقى يا عم يوسف!!

5 التعليقات:

Bnafsageya يقول...

علي فكرة بقالي فتره كل شوية ادخل ومش بتكوني كتبتي حاجه جديده ... متتأخريش تاني ...:):)

إيهاب قريبة يقول...

الجملة دي :
"الكتابة أحياناً تبدو عبث.. كل هذا يبدو عبث لا نهائي .. لا أحد يقرأ، والذي يكتب لا يأتي بجديد، ما الفائدة إذن؟.."

بتدور في عقلي أحيانا .. خاصة لما يوقع في ايدي كتاب أو أي نص أحس حالي قريت زيو في مكان تاني .. فأفكر ساعتها أنفض لميولي الأدبية و أمسك الطريق العلمي أحسن .. لكن بعد يومين أرجع للأدب .. و مش عارف ليه و لا لغاية فين ؟

غير معرف يقول...

الحياة بأكملها قد أمست عبثافي غضون تلك الأيام القليلة ، كتاباتك تطاردنا منذ الحين ، فلا تغيّبيها عنا.
بيجي لي ، و المجات البورسلين و كيران ديساي ، و العنب و المانجو و مشاريع الترجمة الباعثة على الحركة للمتجعبين في الأرض ، و زهور الكاردينيا البيضاء ، و المقاهي شاهقة الإتساع ، و دوما على بالي

Unknown يقول...

:)
ريهام ..
سلامة قلبك .. دي أول حاجة .

الحاجة التانية .. المنفلوطي مرة قال .. إنه بيكتب لأنه لازم يكتب و إن عمره ما فكر إذا كان حد هيعجبه اللي هو بيكتبه او هيحبه .. هو بيتكتب عشان لازم يكتب .. و احنا كمان لازم نكتب .. بغض النظر بقى هنعمل ايه بالكتابة .. المهم اننا نكتب ..!!
ماتزعليش على الكتب .. بكرة يبقى عندك غيرهم :)
لو طلعت الرواية دي حلوة .. هاقراها انا كمان :)

مهـــــا يقول...

الا هو المج حصل له ايه "بالضبط" ؟؟