الجمعة، سبتمبر 23، 2011

تدوينة اسمها "في غيابك"





ملحوظة سريعة لكارهي الاكلشيهات و التيمات المكررة و المشاعر المستهلكة .. هذه التدوينة عبارة عن كليشيه كبيرة جواه كليشيهات صغيرة كتير و فوقيهم شوية مايونيز و القليل من البقدونس، يام يام! حيث أنا مولعة بالاكليشيهات الحقيقية أوي..

حسناً
سأكتب تدوينة اسمها " في غيابك " .. و سأذكر فيها سريعاً كل أسباب الألم و الاختناق التي تنتابني الآن دون أن أدع مجالاً للتنفس بين الفكرة و الأخرى.. سأكتب كل شيء لأنني مدونة بارعة و أعرف كيف أصف تفاصيل الأسى و الجوانيات و الصعبانيات أكثر من البقية الذين يبكون إذا أصابتهم الوحشة ببساطة .. أعرف كيف يمكن تعريف الحالة الحالية بأكثر من كلمة "وحشتني.. "المعتادة هذه ... أنا بنت جامدة جداً و هكتب اللي محدش كتبه دلوقتي!

مشهد -1- : ليل خارجي قبل رمسيس بمحطة
هناك مشكلة في الهواء بالقرب من محطة أحمد عرابي .. أينعم ، ليست الرطوبة الخانقة بالطبع، و لا النسمات اللطيفة التي تجعل أقراطي الغجرية تتراقص - خش خش خش - بالقرب من أذني.. هناك مشكلة أخرى ، فجوة.. هناك فجوة في الهواء ترافق كتفي الأيسر ،كتفي أنا بالذات.. أنا لست أتوهم .. أشعر بأن " قفايا عريان " و أتفقد الإيشارب كل دقيقتين لأكتشف أنه مغطى بالكامل و المشكلة حقيقة هي وجود هذه الفجوة البغيضة في الهواء ..

يمكنني الجزم أن ظهور الفجوة تلازم مع ميعاد سفرك، و أنها تكبر بمقدار الفجوة المقابلة لها بداخلي!

مشهد -2- إضاءة خافتة في غرفة مكركبة ع الآخر
في غيابك ، علي أن أقرأ كثيراً .. أن أشاهد أفلاما لها نهايات سعيدة وأبطالاً لا يراقبون السماء أبداً و لا يتحدثون .. أريد أفلاماً صامتة، ربما سأضطر لضغط ميوت بنفسي!.. أو ربما سأشاهد أفلام كرتون إذا اقتضت الحاجة... لا أريد مقاطع كنت سأرغب في حكيها لك .. لا أريد أحداثاً تافهة "هامة " لا نتشاركها سوياً .. أريد أحداثاُ تافهة " تافهة " لا مشكلة في مرورها مرور الكرام .. في غيابك أعرف أنني سأشاهد أشياء كثيرة يجب أن أحكيها لك .. و ما إن أبدأ في كتابتها سأنساها و أشعر بالحزن لذلك .. في غيابك لن أنجح في الإلمام بكل التفاصيل كي أسردها لك من جديد .. سيفوتك قدرًا لا بأس به من خواطر عقلي الخرب .. لا بأس .. أمامنا عمر بأكمله لجبر هذا النقص

في غيابك سأعمل كثيراً، سأغرق في التفاصيل و لن أفكر في أشياء محزنة كـ" بواخة " شعور الفقد ... و في غيابك اشتريت أقراطاً جديدة بالفعل .. و وضعت خططاً يؤلمني زحامها،، و كونها لا تساعدني كثيراً ..

مشهد -3- بلاط سفلي و لاب توب ساخن و ظلام دامس
جائعة .. و مسدودة النفس .. و ورايا مليون حاجة! أرغب في تركهم جميعاً و مشاهدة فيلم دافئ و الغرق في السرير... التفكير فيما يمكنني تناوله ينجح وحده في إصابتي بيأس أكبر... لو كنت هنا لكنّا نتناول الآن طعاماً ما سوياً و لكنت قلقة من أجل تأخيري على البيت و أراقب هاتفي بهوس يصيبك بعدوى القلق ، تحاول باستماتة طمأنتي و التخلص من بغضك الشديد لكل هذه التنشنة من أجل ربع ساعة زيادة! و أحاول ألا أبدو متنكدة .. و ينتهي كل هذا ببساطة في مكالمة ما قبل النوم ...

أفترش الأرض هكذا و أضم ركبتيّ في " غلب " واضح ..أختبئ في ركن الصالون حتى ألقط " ويرلس " يمكنني من خلاله كتابة هذا الهراء حتى أفرغ شحنة التعاسة و أصبح أفضل من أجل مكالمتنا القصيرة القادمة .. لا مزيد من الشكوى من افتقادك عبر الأثير الواصل بين قارتين مختلفتين! سأضحك من قلبي على الهاتف .. سأخبرك أنني أحبك ، و أنه بالرغم من اختناقي أشعر باطمئنان ضمني أننا لسنا من هؤلاء الذين تربطهم بضعة مظاهر خاوية فحسب..

سأخبرك أيضاً أن الحياة دونك" بلا طعمة " كما يقول الشوام ، و أنني قررت تناول برجر لارج اكسترا تشيز ، و أن الشاور جيل برائحة الأعشاب البحرية طلع اختراع..

و برغم أنني أعلم يقيناً إنه لسة فاضل 12 يوم ، بس بردو، انجز و تعالى بسرعة بقى!!


7 التعليقات:

Dr. Mohammed Ali يقول...

طعمها بصراحه صار لذيذ مع الميوتيز...
تدوينه حلوة
تحياتي لك وتقبل مروري

غير معرف يقول...

انتى بتحبى يا بنت ! :) :) :)

طب مش تقولى ان الحد اللى بيجيب الديب من ياقة قميصه جه و طلع موجود اصلا ...

لازم تقولى الحاجات اللى بتشيع الامل دى :)

قاره تانيه قاره تانيه المهم انه طلع موجود على هاذوها الكوكب

sheko يقول...

انتي جميله

هبة رفعت يقول...

رائعة جدا احييكى يا كتكوتة وبجد رائعة شقاوتك فى التعبير عن افتقادك .
حلوة قوى تسلم اديكى
"انجز وتعالى بسرعة "هههههههههههههههياريت

نورهان كمال يقول...

روعة ياريهام ... بس ايه التجربة الشعرية اللى بتمر بيها الكاتبة ياترى حقيقية ولا من وحى الخيال ؟؟ :)


ربنا يسعدك ويحميكى

الموضة والازياء يقول...

تسلم الايادي

تحت العشرين يقول...

مجهود رائع