أنت لا ترد..
ربما نائم، ولكنك تستيقظ عادة من إن تلتقط روحك تنهيدتي في الطرف الآخر من الهاتف.. لا تكتمل مكالمة بأكلمها دون أن أوقظك بالفعل .. و لكنك هذه المرة لا تستيقظ، و لا ترد.. ربما ضايقتك ملاحقة الآخرين ممن يفتقدونك مثلي و قررت أن يظل الهاتف صامتاً هادئاً حتى يستيقظ جسدك وحده دون إزعاجنا جميعا.. لهذا لم تتمكن من سماع الرنات التسع الأولى ، و الرنات الأخرى التي توقفت عن عدها .. ثم الرسالتين و كل التنهيدات و محاولاتي لإلقاء الهاتف في غضب ليصطدم بدميتي الضخمة في توتر..
ربما نال منك الإعياء، و آلام جسدك جراء العمل بلا انقطاع هاجمتك بلا هوادة .. فتألمت كثيرا وأصابتك حمى ما و بقيت تخطرف باسمي ..و بأمنياتك الطفلة عن ساعة ليلية نقضيها سوياً في فراغ هادئ.. ولكن لم يسعفك أحد، فاستغرقت في نوم يشمه إغماءة ناقصة لا تقدر خلالها على التقاط شيء.. لا صوت هاتف و لا تنهيداتي التائهة و لا رغبتي الحادة في إخبارك عن الرجل الطيب في ذلك الفيلم الذي تشبه يده يدك بشكل مفزع... حتى ظننت أنها رسالة من السماء تعني أنه علي القلق!
ربما أصابك مكروه حقيقي، و نقلك أحد إخوتك إلى المشفى القريب.. و أصابه الخجل/ الخوف من رد مكالماتي المتتالية.. لربما انتهى الأمر بسلام دون إفزاعي.. و لكنني فزعة بالفعل! و لا أملك أن أنتظر بقلقي على باب غرفتك الممتلئة بأجهزة طنانة و أسلاك مزعجة وشباك وحيد عهدته قبلك .. و أعلم كم هو موحش، و كم يبدو العالم/ الغرفة أكثر لطفا في وجود آخرين ..تبدو لهفتهم أكثر أهمية من مراقبة طنة مزعجة لجهاز يوضح فشل صريح في الاعتناء بعهدة سماوية غاية في البساطة وكلت وحدك بها : جسدك.. و لا شيء آخر
ربما قرر الكون معاقبتي باختطافك الفجائي هكذا إلى حيث لا أعلم... لن أذكر الموت في هذه الفقرة ، بالله عليك لست متشائمة إلى هذا الحد!.. سأسميه اختطافاً فحسب... ربما ليس اختطافا أيضا، ربما أنت في النهاية أحد كائنات بلاد العجائب الهاربة من المرآة السحرية إلى عالمنا البغيض من باب فضولك الذي أعلم لتفقد عوالم أخرى فحسب... هل تعلم؟ كان حري بك أن تتفقد العالم الآخر الذي يحكم فيه بائعي الخبز كل شيء، و الذي لا أذكر اسمه الآن.. و لكنه بالتأكيد أكثر أهمية من عالمنا المزعج هذا، ألا تظن ذلك؟
قرر الكون معاقبتي إذن..
أستحق، كنت أغضب لأشياء تافهة.. وأعاتبك طوال الوقت و لا أتوقف عن الشكوى ككل الفتيات الساذجات اللاتي ينشدن الكمال ويرغبن في كل شيء كما يحلو فقط لهن... فأنجح في منحك غربة رائعة لاطالما هربت منها إليّ لتجدها معي من جديد.. وكأنها حلقة مفرغة خطط الكون لها ولك.. و لكنني لم أكن مخطئة دائماً ، ما انت عليك حاجات بردو !!!.. امممممم لم يعد كل هذا مهماً الآن .. كان الكون أكثر رقة معك مني.. و اختطفك هكذا و عاقبني كما أستحق، و أنت الآن لا ترد على الهاتف .. ببساطة لا ترد، و لا أستطيع مشاركتك الحلوى التي تملأ السرير و خواطري الساذجة عن الفاكهة ، و عن فيلم " kite runner " و ساوند تراكه الهايل!
في الحقيقة أنا خائفة فعلاً ، و كل هذا الهراء لم ينجح في منحي بعض السكينة كي أغفو قليلاً و أدع الغد يخبرني بسبب اختفائك ... و سأظل أحاول إيقاظك بهستيرية حتى ترد، فأستكمل " بواختي" و ألومك على إغراقي في القلق بهذا الشكل.. وأنسى إخبارك أن مواقف كهذه لا أملك حيالها سوى أن أتذكر امتناني لوجودك في الكون، و لتركك الأرانب الضخمة و أشجار الحلوى و غرف الحقيقة في بلاد العجائب "إياها" ، و اختيارك لعالمنا المزعج من بين كل العوالم الأخرى خلف مرآة أليس ... ممتنة لذلك بالفعل
رد على أم الموبايل بقى!
3 التعليقات:
ما ترد بقى يا أخي !!
شكلة مرخم عليكى
التقل صنعة بردو
أعجبتنى الكلمات
ههههههههه
رد ما تعذبهاش
إرسال تعليق