الثلاثاء، يوليو 24، 2012

و عنيكي..


أتذكر هند صبري في الفيلم الذي لا أعرف اسمه عندما استيقظت من النوم و وجدت خالد ابو النجا الذي نيمته في حضنها قد اختفى.. فانخرطت تماما في دعك البوتوجاز كرد فعل منطقي على الحدث..

أنخرط في دعك أرضية الغرفة لأسباب أجهلها..آه، افتكرت.. كنت افكر في بعض صور الفوتوغرافيا التي ارغب في تعليقها في غرفتي.. ثم أفكر أن الغرفة الجديدة في البيت الجديد لا تخصني في الحقيقة للدرجة التي تمكنني من تغيير الحوائط..أن هذا كله لا يخصني من الأساس، لماذا أسكن في الصحرا؟! و أرقص رقصة البجعة بجانب نيش السفرة حتى أستطيع لقط الشبكة.. لماذا أحاول باستماتة تقسيم المرتب بحسب الوضع الجديد فأفشل؟ لماذا هذه الحوائط الفارغة عديمة الشخصية؟! ايييه، أقلع عن الفكرة و أصاب بحمى"عدم الانتماء" وأنخرط في دعك الأرضية..

أشعر مؤخرا أن أيامي "بتتاكل" و المفجوع الذي يلهطها لا يترك لي حتى حتة جلدة مبللة ببعض الزيت.. اليوم يتبخر بين سلاسل التفاهات، انضف مش عارفة و اغسل مواعين ايه و أأكل القطة و الشغل و المواصلات و المواصلات و المواصلات و شكرا جزيلا لحسن الاستماع.. لا يوجد أشياء حقيقية تخصني، ربما غنوة تبعثها السماء لي في وقت مناسب في شافل البلاي ليست و لحظة تسكن فيها القطة في حضني، و لاشيء أكثر.. أصبحت أعشق الديتول الأخضر برائحة رحيق الغابات الذي أختم به معظم الأيام، أدعك الأرضية و أشعر بقريني الزحلي يراقبني ممتعضا و يصرخ بعلو حسه:" get a life!"

أبو أسامة بواب بيتنا الجديد يشتاق كثيرا للفلاحة.. غرس في الفسحاية الشاسعة أمام بيتنا بضعة فسائل و راقبته في الليل يشذب أطراف الشجر الصغير باهتمام و يزيح الحشائش الافتراضية التي لا أظنها نمت بعد.. أشعر في حركاته بنشوى و اكتمال، أحب مراقبته كثيرا..

أفتقد الرضا

نذرت رمضان بأكمله للدعاء بالرضا، أملك امنياتي التي لا تخفى على الله و لكنني أدعو فقط أن يرضيني بما كتبه أياً كان.. ان منحتني السماء مفتاح هذه الخزينة امتلكت القدرة على السعادة..  و في الحقيقة، تبعث لي السماء  في شافل البلاي ليست غنوة " و عنيكي " لزياد سحاب فأحصد لحظتي الخاصة، و أنقل القطة التي غفت بعيدا إلى جانبي فتصحو و تنقض على صحن اللبن.. أضحك و أقبلها و دون مزيد من الحيرة  ينتهي اليوم :)

الثلاثاء، يوليو 10، 2012

اليومين دول..



محاولة امتصاص أحزان الآخرين قضية خاسرة..


ستفاجأ بنفسك تتمشى بين حجرات الشقة و تبكي لأسباب ساذجة كأنه لا توجد سوى أباجورة واحدة في البيت يجب وضعها بجانب الصغير، و الإضاءة العالية فوق طاقتك تماما.. و الظلام الدامس يحفز للنوم و مزيد من الحزن.. ستشعر بالظلم، ثم تضحك من حالك في اليوم التالي..

القطة وحدها تنجح في إضحاكك بتعابير وجهها وهي تبدو مذهولة و منبهرة دائما و أبدا.. وهي تركض خلف كرة تلاعبها بها يومياً و لكنها تتفاعل معها وكأنها اختراااع.. يكفيك مراقبة محاولتها الغامضة فحت للتخفي و التي تتلصص منها بطفولة لتتأكد أنك مازلت تنتظرها.. القطة وحدها تأخذ وضع الاستعداد بجدية تامة و تتحفز لتنقض على صباع رجلك الكبير الذي تتعامل معه على أنه كائن مستقل بذاته.. وحدها أيضا تلف حول عنقك و تقترب بأنفاسها من خدك الأيمن و تلاعبك بأنفها استعدادا للنوم.. و تستيقظ لتجد رأسك في حجرها الصغير و هي مش متفعصة و لا حاجة، هيا عاجباها النومة دي..

 
أمتنع تماماً عن الاكتئاب لأنه مش أوبشن.. كلما ضاقت الأرض بما رحبت لاعبت القطة و تذكرت أن الشقة الجديدة فيها بانيو ضخم يمكن ملؤه بالكامل و الغرق فيه و تناسي العالم.. أتذكر أيضا أن حديقة الحيوان قريبة من اكتوبر ألا و هو شيء عظيم سيتم استغلاله في أوقات الزنقة.. أفكر في الغد و بعده و بعده، ستنفرط الأيام مثل عقد و سيركض اللولي الملوث بالحزن بعيداً..

 
سأشتري أباجورة جديدة و أعتاد تقليل خروجاتي ..


وسأنخرط مع القطة في قصة حب عميـــــاء.. :D

الأربعاء، يوليو 04، 2012

نبتدي منين الحكاية..



توفي زوج أختي..




أما عُمر، الصغير الذي تحدثت عنه هنا مسبقاً.. تم منذ يومين ثلاثة أشهر بالتمام و الكمال، كنت أقرأ شهادة ميلاده فاكتشفت أنه عندما وُلد كان طوله 47 سانتي و نص.. ضحكت كثيرا من هذه المعلومة، و تذكرت دفاع مصطفى عنه: أنا ابني مش سفروت، استنوا عليه شوية بس..


لا أود التحدث عن الحادث\الدفن\ العويل\ خناقات الورث! أشياء كثيرة لم تكن تصلح للحدوث في أسبوع واحد و تدوينة واحدة.. عدد لا نهائي من المشاهد المتضاربة في رأسي لا أعرف كيف يمكن ترتيبها في نص معقول، اليوم الذي شُتمنا فيه مثلاً لأننا كنا نتحدث مع " خول" عن الحق، و هذا غباء لو تعلمون عظيم.. اليوم الذي كنت أبحث فيه في الشارع عن سيارة لا أعرف مكانها بريموت الإنذار فأخذت ألف في دوائر و أدوس على الزرار بجدية ولا تضيء أي سيارة.. بس تصدقوا في الآخر لقيتها؟! أصل كان فيها حليب عُمر و ربنا يعني مش هيسيبه جعان...كما كنت أقف أيضاً عاجزة أمامه و هو يصرخ و يصرخ رغبةً في النوم و قد تهالكت ذراعيّ تماماً حتى كاد يسقط مني.. فوقفت أنظر للسماء بجدية مشابهة للجدية الي كنت بدوس بيها ع الزرار: " يارب أنا محتاجة استجابة فورية للدعوة دي، مش هينفع! ابعت قوة في دراعي عشان أعرف أنيّمه، لحد مايغمض عينيه بس.." و صمدت ذراعي حتى أغمض نص غميضة و استطعت استكمال المهمة بعد وضعه في السرير، و ابتسمت للسماء ابتسامة كبيرة..


في الأيام التي تسبق الحادث كنت منشغلة بين خطط السفر و العلاج و أشياء أخرى، وكلما سرت في سكة كنت أجد باباً مغلقاً و عليه وش كبير مطلعلي لسانه.. لم أكن أفهم السبب، في الحقيقة فهمت.. يبدو أن الله يحمل لي خطط أخرى كثيرة لا أعرف عنها أي شيء..


سأنتقل للسكن مع أختي و هتتشقلب حياتي تماماً، بس اشطة.. اوضتي و " دكـّة " قطتي و كتبي معايا، و السماء لا تملك سوى الهدايا لتمنحها للسائلين..






* بي اس: الصورة صورة دكة.. تمهيدا اني ابقى احكي عنها، مش لاحقة خالص :))