الأحد، يوليو 28، 2013

عوم و اتمختر.. مختر مختر



كان بقالي يومين عيانة عيا واعر جوي.. يعني نزلة معوية كدة مع برد وصداع و سخونية.. الخليط المدمر اللي بيجيلي كل مدة دة.. وقبل فرفرة و نوم متقطع متهدج ليلة انبارح، كنت مقررة أقوم آخد دوش.. عمالة أفكر في تفاصيل الدوش عشان أستمتع بيه و اطلع منه برنسة ف نفسي كدة وأنسى الإرهاق النفسي بتاع العيا و افتح صفحة جديدة للمرة المليون و تلتوميت ألف مع العالم البغيض اللي مصر يعاكسني..انسى حوارات الحرب الأهلية اللي شغالة حدانا، حيث الاستمتاع بأي حاجة ذنب بخاف أرتكبه أصلا.. أنسى المسافات.. أنسى أحاسيس كتير سلبية مكتفاني، أحاسيس أهمها إني مبقيتش بعرف أكتب!




قوم ايه.. فكرت اني هملا البانيو و أأنتخ فيه شوية.. ياااه من زمان التنين معملتش الموضوع دة.. آخر مرة مليت فيها البانيو كنت صغننة لدرجة إني بقدر آخد غطس فيه :)) آه و النعمة.. كان عندي 10-11 سنة كدة و مزغودة و ممكن أختفي في الحمام لمدة 9 ساعات و لا حاجة و اطلع منه بايشة من كتر ماتنقعت و سعيدة.. كنت بقف على طرف البانيو و اعد لنفسي زي ماكون على منط حمام سباحة وأنط.. قعدت فترة على ماظبطت الموضوع دة و مبقيتش بتخبط في قعر البانيو.. هححححح كات أيام! مش فاكرة يا هل ترى دي كانت آخر مرة فعلا؟ مش عارفة و الله بس دة المشهد اللي جه في بالي أول مافكرت في الفكرة و خلاني اتشجعت جدا.. اشتجعت لدرجة اني رحت في النوم و انا بفكر و مقومتش :D



قلقت قبل الفجر بشوية.. اتسحرت بأداء جملي بحت – عارفين انتو الأداء بتاع الجمل و هو بيقرقش الخضرة و بيودي فكه يمين و شمال و قافل عينه نص قفلة؟- كنت باكل كدة بالظبط و بعد تنبيه من الجميع اني لو صمت مش هاخد الدوا بتاع الست ساعات و هتعب تاني.. قوم ايه.. قررت أفطر يوم كمان و أمري لله..

شوية و ابتديت أفتكر تاني خطرفة ماقبل النوم بتاعت الدوش.. نورت اللمبة تاني: عايزة أملا البانيو! عقبال ماتشجعت و قاومت الكسل و الفرهدة كانت الساعة بتاع 6 و نص الصبح كدة.. اخدت الموبايل و الاتنين ميكي جيب اللي حيلتي و قلت هنفذ الخطة.. هستمتع بدوش النقاهة غصبن عن العالم و اللي يتشددوله و يانا يانتو ياولاد الـ.... ولا بلاش..

واجهت مشكلة في الأول في اني أملا البانيو أصلا.. و قلت يلا بقى مفيش نصيب, و بعدين اكتشفت ان البيبة بتتقفل عادي وانا اللي كنت مصعباها على نفسي.. هيهيهيهيييي البانيو ابتدى يتملي فعلا، المية دافية و لونها صافي جدا، يعني بجد احنا ازاي عندنا بانيوهات مهجورة بنقف فيها زي الزعازيع كدة و هيا ممكن تتحول لمحيط من السعادة نغرق فيه و نصدر الطرشة للكون؟ افتكرت معلومة ان الملح بيرخي الأعصاب.. رحت جبت كبشة ملح و حطيتها في المية و حطيت شاور جيل اللي ريحته عنب دة على قد ماقدرت.. الرغاوي و الفقاقيع ملت العالم و انا في نفس ذات المود بتاع الـ " هيهيهيهيهييييي" ... ابتديت أشغل فيروز عشان تكتمل السعادة.. قوم ايه بدأ الفصلان بقى و الموبايل فصل شحن! عوجت بؤي وانا عارفة كويس إن دة الصراع الوجودي الأزلي بين الـ " هيهيهيهييي" مود و " العكوسات" مود.. خصوصا ان الموبايل بتاعي بياخد مدة على مايفتح لو فصل.. و موضوع ميكي جيب دة طلع مش عملي خالص، دول ابتدوا يتبلوا قبل مابتدي أصلا.. هما كانوا بيعملوا ايه في الأفلام لما يتنقعوا في البانيو؟ بيشربوا مارتيني باين؟ عكوسات مووود.. عكوسات مود آخر حاجة



قوم ايه.. أنا قلت هروح اجيب اللاب الصغنن بتاعي.. و لو باظ من الرطوبة عشايا عليك يارب بقى.. عمالة أفكر ان المية هتبرد وانا لسة بحاول أظبط القعدة و عمالة أعوج ف بؤي لما كان هيجيله كساح.. المهم كانت مأساة عشان الفيشة بتاعت اللاب تركب في أي فيشة، و اضطريت أشيل فيشة الغسالة و حوار ابن ستين كلب كدة بس الحمد لله عدت على خير.. فكرت هشغل ايه و هشوفه ازاي.. تنيت الهدوم و حطيتها على رخامة الحوض عشان أحط اللاب عليها فيبقى عالي و اعرف اشوفه.. صدقوني الموضوع كان محتاج خطة خمسينية تكتيكية محنكة.. خصوصا لما قررت أتفرج على Up.. الاختيار خد تفكير و مجهود بردو



إحساس الاستسلام للغرق في المية.. ملامحك بس في مواجعة العالم و المية بتملا ودانك ببطء، بتنضف مجرى الصوت من كل الزعيق و الإزعاج و الزحمة و النقاشات السخيفة و العبث.. بتسيب بس الأصوات الحلوة و تبتدي تستدعيها.. استدعاء الصوت هيلازمه بالتأكيد استدعاء للصورة و الذكرى و الوقت و المكان.. تقوم من الغطس لوهلة عشان تسمع إيلي بتقول " شاور على قلبكككك.. شاور! " تضحك و تفكر إنك كبرت فعلا.. كبرت لدرجة إن الدوش اللي كنت بتاخد غطس فيه بقى يا إما تفرد رجليك يا تغطس وشك فيه مش هينفع الاتنين :)) هتفتكر حاجات كتير و هيبتدي مجرى الهوا في صدرك اللي عليه تشويش شنيع يتسلك شوية.. هيتسلك أكتر لما تغطس تاني و تراقب صوت أنفاسك الهادي من تحت المية.. هتفتكر القلشة بتاعت " إني اتنفس تحت المااااء.. إني ضفدع ضفدع ضفدع" و تضحك تاني.. هتحس برضا عن إنك قدرت توصل و لو لشوية الدقايق دول لانقطاع تام عن كل اللي بيحصل حواليك.. دة نجاح في الحقيقة منقطع النظير :)

أنا كريهام مقدرش أقول اني خفيت 100%، لسة تعبانة شوية.. أو اني مش هفكر تاني و هسمع أخبار تاني و اتغم.. هيحصل، بس فيه شوية تراب انزاحوا من فوق الروح.. شوية صغننين.. أهو أي حاجة ياعم.. أي حبة هوا من بتوع وليد طاهر.. مش هو اللي قال بردو:


 

"غرقانين

و ايه يعني نفضل غرقانين

حتى فرصة نعيش مع السمك.. هاديين

بلا مشاكل

بلا خناقات

بلا بواخة بني آدمين.."



:)



1 التعليقات:

الكاتبة والإعلامية فاطمة العبيدي يقول...


"غرقانين
و ايه يعني نفضل غرقانين
حتى فرصة نعيش مع السمك.. هاديين
بلا مشاكل
بلا خناقات
بلا بواخة بني آدمين.."


بجد تدوينة جاااااااااااااامدة
تحياتي ريهام ليكي ولمدونتك ولخفة دمك الطاغية