الأحد، سبتمبر 08، 2013

فساتين السما ألوان..



في بقعة صغيرة مجهولة من العالم.. قاعدة بنت وكأنها متدككة في المسافة مابين الكراسي و سور البلكونة.. مكموشة ع الأرض في مساحة حوالي 65 سانتي طول و 40 سانتي عرض.. ممققة عينيها في جهار نت بوك شاشته أصغر مايمكن و إمكانياته في منتهى الإزعاج.. شعرها منكوش جدا لأنها كل شوية تدخل دماغها تحت الحنفية و تبله و تفضل مسيباه.. طرابيزة الأكل ع السرير اللي المفروض بتستخدم للدلع،،  حاطاها هيا ع الأرض عشان تشيلها اللاب الصغنن، أصله لما بيسخن على رجليها بتموتها من الوجع و مبتعرفش تنام منها.. رجليها مرهقة و ضعيفة جدا، مش محتاجة..

بتشتغل و حاسة ان جودة الشغل فساكونيا خالص، لا الجهاز مساعد ولا البال رايق.. بس هيا قاعدة منها للسما و عارفة ان ربنا شايفها و هيا بتحاول.. هو الوحيد اللي عارف التفاصيل، كلهم في البيت مثلا بيتريقوا على إنها صاحية الساعة 6 مساءا و رايحة تقولهم " صباح الخير".. كان لازم تبرر انها قعدت تشتغل للصبح.. هما أصلهم ميعرفوش، ربنا بس اللي يعرف.. الأسرار الصغيرة اللي المفروض تحسسك بمنتهى الوحدة لأن فعليا محدش يعرف عنك حاجة، بتتحول أحيانا لمادة الحوار الوحيدة بينك و بين السما..إيمانك بفكرة " الرؤية المستمرة" \ " المعية" مريح.. مفيش مقدمات لازم تتقال و لا شروحات و لا أي حاجة.. ربنا هو الوحيد اللي عارف، بس كدة..

عارف انها مش قاعدة بتعافر كدة من باب التسلية ولا بتعند مثلا و خلاص.. وبما إنه هو اللي خلقها فهو عارف إنها طماعة أوي و نفسها تحقق حاجات كتير و أحلامها بتتنطط قدامها و بعدين تجري من بين ايديها زي الكور بين ايدين لاعب السيرك.. يوم ماتعرف ازاي تلاعب الكور و يلاعبوها من غير مايقعوا و تقعد تجري وراهم زي اللي فرخته هربت م العشة ع الشارع.. يومها بس، هتهدى شوية و ترتاح.. يعني اكيد في طريقة الواحد يشتغل الصبح و بعد الضهر ويركب مواصلات كتير و يقابل حبيبه و يقابل صحابه و  يقعد شوية مع أهله و يساعد في البيت و يخش في نقاشات مرهقة و يطلع نفسه من تأثيرها و يتجاهل الأفكار المؤذية و يخش يتفرج على فيلم و يقرا شوية و بعدين ينجز في مشروع كتابة أو أي هواية و يلعب شوية رياضة و ياخد دوش دافي و ينام في الآخر كويس عشان يصحى تاني يوم يعمل كوووول دة تاني.. أكيد في طريقة! بس يعني يمكن تكون كيفية التعامل مع الحوسة هيا أحد الحاجات اللي المفروض الواحد يتعلمها في الرحلة..

أحيانا بس بتفكر إنها أكيد لو ربنا كتبلها تعيش لحد ماتكبر يعني، هتكون خلاص هديت من موضوع أحقق ايه و محققش ايه دة.. هتعدي في يوم على كل الأماكن اللي حضرت لحظات الحوسة، كل الأوض في كل الشقق اللي اتنقلت مابينها و ضيعت حاجتها.. كل كراسي الكافيهات و القهاوي.. كل السراير و المخدات بل تحديدا أكياس المخدات اللي شافت عياط قبل النوم.. كل الاكشاك اللي جابت منهم حاجة ساقعة ولا كرت بعشرة.. كل أنواع الشاور جيل اللي جابتها عشان تفرح نفسها بعد ما الشيكولاتة بقت معافرة مع السنان و عذاب.. كل اللينكات اللي تخص الأحلام أيا كانت اللي كانت مسيفاها في الفيفورتس، كل سيرشات جوجل.. كل الأراضي اللي حضرت اللعب مع القطة من أجل تفادي الاكتئاب، و دوش الفوقان بتاع : قومي فزي وراكي حلم! "

يمكن ساعتها تحس إنها قد ايه كانت بنت جدعة و مصرة إن أحلامها ممكنة وعافرت كتير.. عشان توصل و لا يمكن عشان ماتوصلش؟ هتكون عرفت ساعتها بقى.. و فهمت أكتر.. و رجلها بقت تعبانة خالص


وهتقعد تاني نفس القعدة، متدككة مابين الكراسي و سور البلكونة.. منكوشة من السخونية و الصداع اللي مسابوهاش طول العمر دة.. هتغمض عينيها و تدندن، و ترجع تفتحهم عشان تعد النجوم زي زمان.


2 التعليقات:

Hegazy Saad يقول...

هو ده معنى كلمة الإله اللي خالقنا.. من غير ما نتكلم هو عارف وشايفنا م الأول ومريحنا من كتر الكلام والإعادة.. ونت كتر الهري والأكلان اللي بناكله ف نفسنا لما نلاقي حد مش فاهمنا: أب/ أخ/حبيب/صاحب هو اللي عارف احنا بنعمل ده ليه وعشان إيه.. وعارف الزعل الدفين والحزن اللي متداري.
من غير كلام عن السخونية والصداع نلاقيه حاسس بينا. وبيبعت لنا نسمة هوا باردة ف ليالي الصيف.. او حضن كبير يعوضنا فيه عن أكياس المخدة والدباديب اللي باشت من كتر العياط..
وتمللي هو اللي بيبعت الضحك وقت القفشان.. وبيبعت اللخبطة والحوسة وقت الحسم عشان يقولنا ان مش انتو اللي بتدبروا ولا اللي بتحلوا.. انتوا للأسف بتعيطوا بدل ما تضحكوا.. وبتقفشوا بدل ما بتهزروا.. انتو اللي بعاد عن بعض دلوقت.. وإن انتي مهما طال بيكي قعدة البلكونة.. والتدكيكة بين الباب والكرسي.. هيجي يوم وانتي حاطة اللابتوب اللي بيسخن علي رجليكي، وحد تاني تلاقيه بيطبطب عليكي وجايبلك كوباية شاي بلبن وبيحط على كتافك ملاية او شال م البرد ويقعد جمبك ويمدد رجليه اللي تاعباه وبيقرا ف ميكي وعلى رجله دوكة وهي بتعمل "بررررررر" وهو بيطبطب عليها.. ويستناكي عشان تقريله اللي انتي كاتباه عشان هو دايما بيفضل يحب تفاصيلك.. وقوة تعبيرك السهلة اللي بتدخل ع القلب مباشر.. واللي كل مرة بيقراها مرتين ويدعي ربنا وهو ماشي ف الشارع.. وانتي عارفة دعوة اللي ماشي ف الشارع بتكون مقبولة.. يدعيربنا انه يهون الصعب ويزيح الهم ويطرح فيكي البركة ويهربك من هذا العالم ابن التييت إلي كوكب البطيخ :*
دايما مبدعة :* :*

Tota يقول...

جميله ياريهام زى عادتك .. بس دمعت عينيا علشان انا عافرت وتعبت وسهرت كتير وماوصلتش لحاجه ابدا .. بس كبرت وهديت وبطلت اطارد احلام مش هاتتحقق فى هذا العالم على الاقل .. شكرا لوجودك فى الدنيا الخنيقه دى و حضن اد الدنيا يا ست البنات