الاثنين، سبتمبر 14، 2009

بطعـــم .. الحــوريات

هناك ..

يبتدئ العمر بالوفاة و يـُنتظر الميلاد بفارغ الصبر .. فينمو الشوق له بين الحين و الآخر، كلمات فوق الجباه ..

بينما تزين الهداهد السماء ،، تتوقف النجوم لإطعام صغارها من الأقمار الصباحية فوق أعشاش من السديم .. يلتحم الجميع سويا في طاقات من النور البكر ،، تتخلل أشعتها الخجول ثغرات الأوشحة الصوفية الدافئة المتكاثقة على الأغصان في كافة الفصول .. فلا شجرة عارية تنعى الفقر ،، و لا سكن لأمثال الغربان من الكائنات ..

يبدو للعقبات هنا مذاق المسرات و للفكر المضني نشوة الأراجيح ..
و لا يؤرق الجمع سوى الميلاد و ميقاته و قدر الشوق له ..

فترى الخلق على شاكلتين .. جباه ملأى بالكلمات تنعى الفقد في ميلاد لا يكون ،، و جباه خالية إلا من حروف مقطعة بينها القليل من التجاعيد .. عجزت و عجز أصحابها عن البيان !

و في النفوس يختبئ دافع آخر لكل هذا الشوق .. ليس للميلاد وهوله فحسب ،، بل لما يرافقه أيضا ..

" دموع "
حيث للدموع هنا ندرة الرضا في أكواننا ..
...

يُعلم عنها أنها ثلوج باردة لها مذاق الحوريات .. تلك التي لم تمنح سوى هبات الاقتراب للصالحين من أبناء هذا الكون ، تسبغ عليهم بسماتها و تمنيهم بفيض من الدمع الذي لم يـُرى من قبل ،، و يكفي أن له مذاقها الحميمي ..


*************
هناك ..

يمتطي كلٌ ذاته و ينثر الكلمات عن الجباه في رحلة كونية تمتد عمرا ينتظر الميلاد ..

و ما يرافقه من ثلوج ،،

بطعم الحوريات ..