الأحد، سبتمبر 20، 2009

مختـــلف ...



هذا العيد مختلف .. بجميع المقاييس

لم أمض ِ العيد برفقة أحد ما في المنزل منذ مدة .. لم أستيقظ على خطئي المعتاد بنسيان المفتاح في الباب و والدي في الخارج حتى الثانية عشرة .. ( ظهرا !! ) ،، بعد سهرة شطرنج طويلة على قهوة السيدة .. أستمع منه للوم مبتسم و أطالع يد كبيرة محملة بالكعك و المناقيش ..

لم يمض ِ عليّ عيد بهذا القدر من الأصدقاء الجدد و بهذا القدر من التعلق بهم ( هما الى جابوه لنفسهم ،، عشان يبطلو يبقو حلوين كدة ! ) .. و لم أنجح أبدا في التعييد على الجميع كما فعلت البارحة .. كما لم يعطني أبي العيدية بيديه منذ مدة .. كنت أذهب لسحبها من البنك !

في داخلي موسيقى هادئة بها الكثير من الوتريات ،، و رغبة في احتضان أول شخص أقابله ممن أعرف .. و ربما أمسح على جبينه بيدي و أقبله عليه قبلة كبيرة و أهمس في أذنه : " ربنا يخليكو ليا ! "

أنوي ارتداء ملابسي و النزول من البيت بحثا عن أي بائع للبالونات في الشارع .. سأشتري بالونة حمراء كبيرة و مجموعة من البالونات الصغيرة بألوان كثيرة مختلفة .. سأنفخها بكل ما أوتيت من قوة و أشعر أن الهواء خارجا لها عن رئتي يمتص الهم و القلق و الحزن من عروقي .. و سأتذكر بالتأكيد أحمد ( خطيبي .. ) صاحب العامين الذي استكان بين يديّ البارحة على أنغام " الفيل النونو الغلباوي " و " القطة المشمشية " ،، مشيرا برأسه الصغير إيجابا كلما سألته :
تاني ؟؟ ..

استكانته على صوتي تركت في داخلي أثرا لن يزول قريبا !
..

لا أدري إن كان باستطاعتي إطلاق البالونات في السماء بعد الانتهاء ،، لم أعد أحتمل الفراق في أبسط صوره حتى و ان كان وداعا هاتفيا أو سلام مؤقت لمرافقي قبل عودتي للمنزل ..أو رؤية للبالونات تمارس هذا الفعل القاسي ! .. لكنني أعلم جيدا أنني سأصبح أقوى في يوم من الأيام .. و سأقدر على لف وجهي لأرى مرافقي يبتعد ، و ربما سأهادي حينها السماء ببعض البالونات ..
..

أتذكر تدوينة أحبها كثيرا لفتاة تشبهني كثيرا .. كانت تقول أنها لا تحتاج الآن إلا لفيلم جيد و آيس كريم بطعم المانجو ...
أنا حقا أحتاج لفيلم جيد الآن ،، و سأستبدل الآيس كريم بأحد ما يعيرني كتفه مدة الفيلم فقط !
و مؤقتا .. سأكتفي بـ " حدوتة " بين يدي فيروز ،، تخبرني في نهايتها بأنه :

" رح فتـّح ابوابي ..
و انده على اصحابي..

قـّلن قمرنا زار ..

و تتلج الدنيا اخبــــار .. "

:)