الأربعاء، سبتمبر 02، 2009

إفطار .. " مابيفطرش"



سأعد لزائري هذا اليوم إفطارا صباحيا يصلح للصائمين ..
" مابيفطرش ،، "
و لكنه يربت على الأنفس لقليل من اليسر فقط ..

سأزيل زهور الغاردينيا عن الكوب الزجاجي في وسط المائدة القديمة ، و أعد بها مائدة أخرى أكثر حياة بحياكة بتلات تلك الزهور سوياً ، سأستخدم خيوط الذكرى في عقلي لعقدها و لن أهتم إن بدت بلا حرفية .. يكفيني فقط أنها ستحمل عني ما سأعد من فطور ..

أما عن قهوة الصائمين ..

فسآتي بقدر من الحنان المخبوء بداخلي و بشيء من بذور الغد التي لم تُروى بعد ،،و أفتتهما سويا بيديّ حتى أخشى عليهما التلاشي فأدرك أنني أتممت ذلك ..

سأضيف ( ما يلي الهم من فـَرَج .. ) لمذاق ٍ أكثر حلاوة ، و سأعد الإبريق الملون و أملأه بخاتمة كل كوب .. حتى إذا وصل زائري، صببت صوت فيروز و هي تحكي : " منـّا مين بينام غير الـِوْلاد ؟ .. بيــِغفو و يروحوا يلملموا الأعياد .. " .. فتنضج القهوة في كل كوب كثمرة صيفية باردة بلون وردي .. تـُستـَنشق فقط لمنح عطر يؤكد بداية اليوم ..

....
سأحيط القهوة الوردية بالأطايب التي تذوب في العمر بلا أدنى عناء .. فهناك كعك بسمات ساخن أنتهي من طهيه خصيصا في لحظة وصول كل زائر .. و هناك الحلوى النورانية بمذاق الذكر الأبيض ، و عيدان القرفة المغطاة بشراب الروح المُحلى بالرضا .. و سأضيف أكوابا من السحاب المثلج لمن ينتهي من قهوته سريعا و يريد رفقـة ًما ...

و بعد أن أنتهي ..

سأستخدم كاميرا بيضاء كبيرة لأصور الفطور و الزائرين و المائدة الطيبة آلاف الصور .. و سأحمضها على الفور و أعلقها في كل مساحة فارغة على جدراني و أرضية منزلي .. و على الخزانات التي تحوي الكثير و فوق الأرائك ،، و سأحيكها في الستائر و على الوسائد و الملاءات ..



و سأترك باب المنزل مفتوحا لبدايات أيام أخرى و فطور صباحي آخر أعده بيديّ للصائمين ، و أزيل بعض الصور بين الحين و الآخر لأفسح المكان للقطات جديدة ...

************




** ملحوظة : كنت قاعدة امبارح بكتب فكرة معينة في دماغي و مش عارفة أكملها أبدا .. و حسيت إني فقدت استمتاعي بالكتابة و انها هتتحول لمهنة أو مهمة عاوزة أنجزها و أخلصها .. شفت الصورة الى فوق دي فحبيتها اوي و جه في دماغي كلام كتير عنها .. استمتعت اوى و انا بكتب الكلمتين دول و حمدت ربنا ان الاستمتاع بالكتابة مازال متاحا !