الخميس، سبتمبر 02، 2010

ليس شرًًا ... أبدًا




كنت على يقين تام بأنني تخطيت الكتابة لك ،، أنني غادرت تلك المرحلة الساذجة الطيبة حين كنت أقصدك بكل كلمة أكتبها ،، أما الآن فأنا فتاة كبيرة اتسعت عينيها بمقدار خطوة .. يمكنها الآن أن ترى رجالا آخرين و شخوصا لا تحمل رائحتك،، و لا تذكرها بك .. يمكنها أن تكتب لنفسها ببساطة ،، دون أن تقصد أحد ..

برغم ذلك وجدتني متلبسة بالكتابة لك في داخلي ،، صوت ما ينطق بالعبارات التي تخاطبك في دماغي و يدغدغ أصابعي بحثا عن خلاص .. قلت لا بأس ،، سأكتب .. برغم أنني لا أدري هل سيسعدك هذا الذي بداخلي أم لا ،، في الغالب " لا " و لكنني سأكتبه على أية حال ... مما يعيدني ليقيني السابق فأبتسم و أكرر لنفسي : أنا لا أكتب لك ،، ربما عنك ، إنما لنفسي ..

اليوم فكرت فيما أفتقده ،،

هل هي مكالمة الصباح ؟ أم تلك البهجة المصاحبة لظهور اسمك على شاشة هاتفي .. بهجة خالصة تصاحبها بحة عود و رقة دندنة ما ،، لم تعد تزورني .. ربما هي " وحشتيني " التي يبدو أن لها تأثيرا خاصا حينما تصل مسامع البنات بصوت خشن استيقظ للتو ،، تنفذ من حنجرته إلى الروح مباشرة .. دائما ما كان يتسع بها مجرى الهواء في صدري و توقظ كائنات متناهية في الصغر تسكنني ،، أسمع دبيبها داخلي و هي تسعى لجمع المزيد من الهواء لي ،، ربما هي .. – كائناتي - التي أفتقدها بالفعل ،، الغريب أنني لا أفتقد لمس يدي .. هل ابتعدنا كثيرا ؟ أم لأنني أفكر في أحداث أكثر بقاءا و أقل إيلاما .. أفتقد تمشية الكورنيش أكثر ،، و الغرق في الحديث عن الكتب الكتب الكتب .. تلك المحادثات السخية التي كنت أسهو عن نصفها تقريبا ،، كي أتأمل ملامح وجهك الذي يحكي باستغراق تام ،، تبدو رائعا دوما و أنت تحكي هكذا و كأنك ترسم للحكاية ملامح أخرى تشبهك ،، تشبه روحك .. هل هي " روحك " .. التي أفتقدها ؟ أم الغرق في حكايات متبــّلة بالحميمية ..

هل أفتقدك أنت .. أم أفتقد الحب ؟

بصراحة لا أدري ..

ما أعرفه بالفعل أنني لا أفتقد الانتظار الذي لا ينتهي و لا أفتقد الغيرة ثم الحنق من الغيرة !.. لا أفتقد لا خيبة الأمل و لا رغبتي في البكاء أمام الفساتين البيضاء .. لا أفتقد النقص .. ربما أفتقد طيب خاطري الذي كنت تجيد أنت صنعه لي ،، و لكنني لا أفتقد سخافة زواله الفوري ! و لا تلك الغصة المرة المصاحبة ليقيني بأنني ما عدت آمنة .. وبأن الكلمات الحارة المبعثرة بين شبكات الهاتف لا تقدر على تدفئتي في ليلة تأكل أطرافها الوَحشة .. و أن أثر صوتك المُتخيل لا يمكن أن يصلح كضمادة لجرح يومي بسيط كان يستلزم قليلا من التواجد ... الفكر ،، لا أفتقد كل هذا الفكر و ثقبه الأسود الجاذب بقوة ..



أنا الآن متزنة ... الكفتان عندي فارغتان تماما أو مثقلتان حد الإنهاك ،، لا يهم .. المهم إنني أتذوق هذا التعادل الشهي .. و أبتسم لـ " محمد خير " و أدندن قصيدته * و أنا أشعل بخور " صندل " اشتريته للتو .. هذه القصيدة الرائعة التي أخبرني فيها كل هذا منذ البداية ... " الفقد ليس شرا كله " ،، و " الخبثاء " أصحاب التجارب - الذين انضممت أنا لحزبهم حديثا - يعرفون ذلك .. و أن للأمر مزايا بدقة رشة سكر مضبوطة ،، لا يتذوقها إلا خبير ..

مزايا مضحكة ،،

كحرية إقفال الهواتف من جديد ...

:)
* القصيدة من ديوان " هدايا الوحدة " .. محمد خير

8 التعليقات:

مروة يقول...

طيب أقول ايه؟
روحي يا شيخة ربنا يكرمك ويسعدك
حاسه بكل حرف كإنه خارج من روحي، تعبيراتك مُعبرة بطريقة ما تتوصفش

Shrouk يقول...

طيب هو انا هانضم لمروة واقول اني حاسه بيكي قوي وبكلامك كله واني وزعلانة علشانك وخايفة علي قلبك الرقيق!
بس مش هاقول لك بقي الجملة المستفزة _اللي كانت بتستفزني انا شخصيا_ واللي الناس بتكررها في محاولة لبعث الامل يعني "بكرة احلي اكيد!!!"
محدش يعرف اذا كان بكرة احلي ولا لا..محدش يقدر يكون متأكد من كده...بس اللي نقدر نكون متأكدين منه هو أن بكرة مختلف...انه بكرة.. مش امبارح..بكرة هايكون احسن لما نختار انه يكون احسن..لما نبطل نعيش في امبارح ونعيش انهارده ونستعد لبكرة...

فعلا محمد خير عنده حق
"الفقد ليس شرا كله"...



ملحوظة صغيرة
انا اصلا مش مصدقة نفسي اني بقول لك كده..وحاسة بتناقض فظيع بين كلامي وبين فعلي..بس لما بنعمل حاجة ونكتشف انها كانت غلط مبنحبش الناس اللي بنحبهم يجربوها...بنحاول نوفر عليهم الوقت والحزن والشعور بالهشاشة...

Unknown يقول...

:)
ماشي يا ستي :)
عاوزة اقول برافو على اللي حسيته هنا :)
ربنا معاكي يا هيام

Unknown يقول...

مرمورا ... و يسعد أوقاتك كلها يارب ..

انتي اللي حضورك ميتوصفش :)


روقا ..
متخافيش عليا ،، أنا كويسة فعلا :)
لولا شوية بواقي كدة ،، حاجات من برة خارجة عن إرادتي .. إنما أنا من جوة متعادلة جدا الحمد لله و متصالحة مع الموقف و مع نفسي ...

بس على فكرة بكرة أحلى بجد .. بغض النظر إنهم بيقولوها بشكل تقليدي ،، بس أنا حاساها :)

مش لازم في علاقة عاطفية من النوع دة.. أنا عن نفسي بقالي فترة بكتشف قيمة حاجات كتير و كل حاجة عندي بتبتدي تاخد حجمها الحقيقي ... الصحة مثلا ، بكرة أحلى فعلا طول ما الواحد يقدر يصحى من نومه بكرة على طول كدة يجري في الهوا و يشم النور و الشجر و هو قادر يعمل دة ...

تصدقي إني حاسة بكرم ربنا كمان عشان لما أشتغل مش هبقى كارهة الشغل ،، عشان أنا دلوقتي بتمنااااه و مش عارفة أعمله :)

تحول الحاجات اليومية البسيطة لأماني هتتحقق بكرة يخلي بكرة أحلى فعلا ...

تسلميلي يا ست البنات ،، و متخافيش عليا :)


شيمو ..هيام دة دلع ريهام و لا غلطة كيبورد ؟ :D

مبسوطة إنك هنا و إننا بنحس بالحاجات سوا

منورة

مروة يقول...

ريمو
بعد إذنك
ممكن أعمل لايك على تعليق شروق؟

ميرا ( وومن ) يقول...

هو ممكن اعمل لايك بشدة

أحمد ع. الحضري يقول...

حلو قوي بس فيستا أحلى :)
كملتي المجموعة القصصية ولا لسة ؟

Rosa يقول...

كلمتك نفذت من الشاشه الى روحى مباشره...ربما مرت بقلبى واصطدمت به فأحدث دويا لابد منه
جمله لابد تتقال:
هى اوقات تمر بنا جميها
ولكن بكره احلى ان شاء الله