الاثنين، ديسمبر 27، 2010

عشان الأرض زهرية فاضية ..



أكتب .. لا أكتب .. أكتب .. لا أكتب


أستمع الآن إلى لينا شماميان تقول " هالحلوة خلتني جن ، عيونا عيون الغزالة " فأفكر أنها الورقة البيضاء.. الحلوة التي تصيبني بقدر لا بأس به من الجنون ، و رغبة جامحة في البوح تقابلها رغبة مؤلمة في الصمت و رشة خوف و قلق .. فيبدأ الشجار : فيه تلات بنات بيتخانقوا جوايا ..

واحدة تطير بلا سابق إنذار ، تقبل كل المهمومين في رؤوسهم و تغني في آذانهم تراتيل مطمئنة عن العيد القادم والفرح القادم .. تمنح ضمة غير مشروطة للعالم بأكمله ، تفكر في القمر على أنه " عشرة عمر " و في حبيبها على أنه ابن للقمر .. لا تقبل بأقل من ضحكة من القلب و بوح يساعد مجرى الهواء في منتصف الصدر على الاتساع .. فتزيد خفة ،، و تطير و تطيـــر

واحدة لا تفهم سوى لغة " المفروض " و " اللازم " .. تجلس في منتصف صدري و تبدأ في نقش المخاوف بقوة ،، بأظافر ربيتها أنا لها بنفسي .. لا تتوقف عن التمتمة بها أيضا حتى تصيبني بالجنون : أنت لا تحبينه .. ربما هو لا يحبك .. أنت لا تشعرين بكذا ، أنت خائنة صغيرة تدعي المحبة .. غادري ،، غادري فقط إليّ .. و تحاول ضمي فأنبذها و أهرب .. تجعل الحياة لا تطاق .. لا تتوقف عن الشجار مع الحلوة فتوقف رحلات طيرانها و تجعلني أرغب في بكاء مفاجئ أثناء سيري في الشارع و لا أحب نفسي .. لا أتوقف عن التساؤل هل هي محقة أم لا .. تختنق المتعة في حلقي فلا أنا أبتلعها و لا أتفلها و لا أحياها .. فقط أصاب بحالة من الذهان المؤقت و أردد في سري : ماتشدنيش من شعري يا عصفور .. أنا مش هطيـــر ..

الثالثة لا تجيد سوى الصمت و العزلة .. تقف أمام الشجارات كصغير خائف من الصراخ .. تبكي قليلا في السر و تهرع إلى الهاتف لتغلقه و ترغب في ضمة لا تنتهي من " ابن القمر " و نوم لا ينتهي .. تتمنى لو تخبره كل هذا و لكنها تخشى كل شيء ... حتى الفرح ، تخشاه


"أنا كبايات عصير قصب مليانة ع الآخر .. و الخلق مابتشربش "

أستمع إلى لينا شماميان ،، و لا أدري ما الذي أوصلني هنا .. تمر دندناتها على أذني في شبه هذيان حتى أستعيد وعيي .. أصل إلى غنوة ربما تخبرني " المفيد " :

" بالي معاك بالي .. يابو الجبين عالي ،،
و حياة سواد عينيك يا حبيبي ..

غيرك ما يحلالي
"

..

** الأرض زهرية فاضية : قصيدة لبهاء جاهين و الاقتباسات منها :)

0 التعليقات: