الثلاثاء، مارس 08، 2011

يا بنت يا ام المريلة كحلي..




في الظل .. أجلس أراقب نفسي من بعيد .. هل أنا بالفعل هذه الصغيرة التي لا يرعاها أحد ؟؟

" أنا لا أصلح للحب .. "

تخطر الجملة ببالي و أنا أنتظر .. أنتظر دوري لدفع الفواتير ، أنتظر ظهور اسمك على شاشة هاتفي .. أنتظر مواصلة فارغة تأخذني إلى مكاني الأحب لأجلس في هدوء ..أنتظر .. أنتظر ساعة و نصف لأصل إلى دوري في الدفع ،،وهاتفك مغلق .. و أقفز في مواصلة مزدحمة و خانقة ،، ينتهي أمري معها بحادث سير أتركه في هم و أمضي .. و أنتظر ، أنتظر الكثير و لا شيء يأتي .. فقط تخطر الجملة ببالي .. " أنا لا أصلح للحب .." تخطر ببالي برغم أنني أقاومها ، و لكنني أشعر أنها مثل وحي أرغب في تسجيله .. ربما سأكتب قصة عن الأمر ...

في القاعة الفارهة المليئة بالبهجة ، تحتضن كفي و تثبته فوق شفتيك .. أفكر في خاتمي القديم الصدئ الذي أحب ارتداءه برغم ذلك .. أفكر أنه ربما أزعجتك الرائحة المعدنية ،، و حالة جلدي في هذا البرد .. لا هو ناعم و لا خشن .. يشبه ورق الزبدة .. كائن هش قابل للخدش
أنتزع يدي من بين يديك بلطف و أنتزع الخاتم لأحل جزءا من المشكلة " الافتراضية " .. و أفكر في داخلي : " لماذا تفسدين لحظاتك الخاصة بكل هذا ؟ هذا هو التاريخ الصغير الذي يخصك .. ستستعيدينه للتأريخ يوما ما و ستعرفين حينها كم أتلفه القلق .. "
...

أجلس الآن في " محمود مختار " .. أصبح هذا طقسي اليومي .. أكابد وسط الزحام بعد النهار المرهق لأصل هذه البقعة الهادئة التي أحب ،، حيث القليل من الخضار .. القليل من الونس .. و الكثير من البراح ...
أصل دائما قبل الغروب بقليل ،، و أراقب انطفاء الكون بهدوء و تحول الشجر الذي تخصني خضرته إلى ظلال سوداء تتمايل بلطف على أثر من موسيقى الغياب ، بخلفية من أزرق نادر .. أراقب القوس المفرغ قرب مدخل المكان و أشاهد الفانتازيا الخاصة به في داخلي ، حيث المكان فارغ تماما و القوس وحده مضاء .. و أنا أراقصك بهدوء على أثر من دندناتنا ربما أو موسيقى ما تشبه الحلم .

أراقب الآن هلال الشهر الجديد و هو مقلوب هكذا في السماء .. فيبدو كبسمة سماوية بعيدة المنال .. الأزرق لا يزال يتدرج من حولها لتحل الظلمة كخمار حريري فوق روحي .. و أنا أتمنى في هذه اللحظة أمنية واحدة فقط .. ألا يبرد النسكافيه ! فقط .. ألا يبرد أبدا ،، يظل دافئا هكذا فلا يبرد و لا ينتهي و يتركني بلا ونس .. امممم في الحقيقة أتمنى أمنية أخرى ،، أن يصبح صوتك بخير ..و تصبح أنت بخير .. و يباغتك حدث ما يغسلك من الداخل بقدر من الماء المعطر ،، فتعــود .. تعود من حيث ألقت بك الوحشة .. هل صارت هكذا أربع أمنيات ؟؟

أفكر في القمر .. و أرنب الحكاية الذي يسكن هناك يطبخ حكاياتنا و أمنياتنا في قدر كبير كبيــر .. علها تنضج ! ، أفكر أن حكايتي ربما تأخذ حمرة شهية فوق هذا الهلال الآن كي يصبح هلال عامي الجديد .. عامي وحدي .. عامي الخاص أنا وهذه الزروع الطفلة التي تحاوطني الآن و تذكرني بمذاق بهجة قديمة ،، تخص شراء حزم النعناع من أجل شاي والدي و أعمامي ..

الأسود حل تماما و الخمار لف روحي برقة .. لسعة برد خفيفة هي ونسي الآن بعد أن برد النسكافيه .. أنا في هذه اللحظة لست سعيدة ، و لست حزينة .. أنا هادئة ... و أشعر بشيء يشبه الرقة ! و قدر من الانتماء لي دون بقية الكون .. أراقب الموسيقى في أذني تتحول إلى موسيقى داخلية .. و أتمنى على هلال عامي الجديد أن يحدث ذلك بالفعل ،، و لا أفاجأ بتسرب اللحن مني ما إن أصل إلى البيت ،، و يباغتني الهم ..

بالمناسبة ..
اشتريت اليوم حذاء أزرق مغطى بدانتيل أسود رقيق .. وحقيبة صغيرة لن تسع كتبي ، سأضطر حينها لحملها في حضني و سأضغط بها على منتصف صدري تماما حيث الضوضاء و الزحام و القلق .. و سأتذكر منير و أنا أسير في الشارع و أدندن " يعجبني أخدك للكتب بالحضن .. "

يا ملاك .. يا جنية .. يا ست الحســـن ..

6 التعليقات:

Ahmed Fayez يقول...



في البداية، السلام عليكم مع أول تعليق ليا على المدونة.

كذا مرة أوصل للمدونة هنا بطريقة أو بأخرى، أقابل اللون (الأسود)، أقرا أول كام كلمة، عينيا توجعني، أقفل الصفحة و امشي.

النهاردة قريت التدوينة دي كاملة، بعد ما لقيت اقتباس منها عند (لبنى)، و صادف فكرة و شعور و حالة.

انا مكتبتش التعليق ده للتعليق على التدوينة بقدر ما الغرض منه هو (ملحوظة) ==> {خلفية المدونة السودا متعبة جداً للنظر}.

و تعليقي على التدوينة انها عجبتني، و انا في حالة تسمح لي بملاحظة الهلال المقلوب في السما، و رغم جماله يحسسني بالحزن.

معلش طولت في الكلام.

غير معرف يقول...

ما أجمل انبعاث روحك بين طيات هذا الـ كلام :) ....

لن يبرد النسكافيه بعد اليوم حتمًا .. سيظل دافئًا كل يوم ..
كلما أعددته ..
وارتشفتِ منه ببطء ..
.
ولن ينتهي

جميلة يا ريهام ... جدًا

Tota يقول...

لا يصلح للحب سواك يا ريهام.. يارب تتحقق كل امنياتك ان شاء الله عن قريب.. مبسوطة انك بتتمسكى بيكى وبتدورى عليكى وهاتنجحى ان شاء الله

قمر شاهين يقول...

(يعجبني أخدك للكتب بالحضن .. "

يا ملاك .. يا جنية .. يا ست الحســـن ..)

حد كدا ما يصلحش للحب !!!
^_^

غير معرف يقول...

حكاياك قريبة من القلب.. من غيرك يصلح للحب؟؟!!

hanan khorshid يقول...

انتى بتعبرى عن نفسك بهدوء وحزن شديد
مما يعطى كتابتك طابع الالم المحبب