السبت، أغسطس 13، 2011

YOU & i








سأحاول أن أفهم و أنا أحكي.. سأحاول ..

حسناً
أختي تصل في السابعة صباحاً منهكة، تحكي لي بنبرة صوت أقرب إلى الصراخ عن زوجها الذي لا يفهم أي شيء و يشبه طباع أبي السيئة و يعرف كيف يشعرها بالتعاسة.. نبرة صوتها مؤلمة، أشعر بأنها تصرخ للتغلب على مقدار فادح من الألم يُدعى " التورط" .. في كل مرة يطفح بأختي الكيل و تبدأ في الحكي يتأكد لي تماماً أن الزواج ورطة كبرى مؤبدة تتطلب قدرات خاصة في الغطس و معافرة الموج وسط زحام مرعب من التفاصيل.. و أنا أمقت الإرهاق، أمقته! .. اللعنة على الزحام...

أرى زوجها اليوم في تجمع عائلي فأخبرها سرًا أنه يبدو مكتئب.. يبدو تماماً كصورتي الذهنية المخيفة عن رجل ناضج حزين لا يمكن إصلاحه! ذقن غير حليق و ملابس تبدو مهلهلة برغم أنها تناسب مقاسه، و نظرة خاملة لا تعني أي شيء... لا أدري ما الذي أتى في دماغي بمشهد له يراقصها في عرسهما ثم يحملها و يلف بها كالأفلام .. " معلش استحمليه " ، بالرغم من نصيحتي الفارغة تحدث بينهما مشادة خلال الجلسة تصبح حديث المدينة حتى الواحدة صباحاً .. تعود أختي إلى بيتها متورطة و باكية، و أعود أنا بدماغ منتفخ، و مسافة جديدة تفصلني عن عالم الأسوياء..أو الذين تم الاتفاق على أنهم كذلك..

المخزنجي يحكي في " سفر " التي أحاول تسجيلها بصوتي مؤخراً عن الثلج .. يحكي كثيراً عن الثلج و البلاد الأخرى الشاسعة التي تحوي تجارب إنسانية مختلفة تماماً، و حبيبة تدعى " ايرينا" يصر على مناداتها " تفاحتي" كي أبتسم ، و أحزن في نفس الوقت... لا تقنعوني أن هناك رقة بهذا الشكل، هناك مشادات وقحة على المصاريف و سخرية من أشياء في مقتل و تنافس بغيض في مساحات ضيقة يستدعي قدراً لا بأس به من الغباء، بل التغابي ... التغابي الذي ينتج عنه نبرات صوت مؤلمة و غد يبدو ملوث تماماً

بمناسبة الرقة، أفترض دائماً ارتباطاً شرطياً بين حالاتي المزاجية و هشاشة جسدي.. أحاول اليوم أن أحمل زجاجة تمر هندي فيلتوي رسغي و أبكي، في لحظات كهذه أشعر أنه يجب أن يربت أحدهم على رأسي و يقبّل موضع الالتواء و يخبرني أنني لي الحق التام في الغضب و البكاء.. بالطبع لن أتزوج كي أتمكن من الحصول على لحظات كهذه .. ربما سأربي كلب!

العجيب أنني أنفرد بأختي في المطبخ فتخبرني أنني " هعقل " وأصبح مثلها بعدة مدة! أنها مرت بمرحلتي هذه حيث الرغبة الدائمة في التواجد في الشارع و التمرد على المسلمات لمجرد أنها مسلمات ثم هدأت و أصبحت " عاقلة " .. المحادثة كانت نتاج إحدى مقترحات العرسان بخصوص أحد أبناء أعمامي الذي يبدو " شاب زي الفل ..و لحمنا.. " ، أفهم المعلومة الأولى و لا أحاول فهم المعلومة الثانية .. ايه لحمنا دي؟ هروح أتجوّز واحد عشان لحمنا؟!! آه المفروض إن احنا نلم لحمنا!! مش دي بيقولوها ع العيال اللي بتبقى هتتشرد و هي صغيرة باين؟ أوكي... و بعد مانلمه .. أعمل أنا ايه بقية عمري بقى؟ هيّ الناس دي في كوكب رقم كام بالظبط ؟
uffffffff !!!

و برغم عروضي السخية لعمل شاي و نسكافيه لطوب الأرض حتى أهرب من هذه المحادثات .. إلا أنني في النهاية أغرق، أغرق تماما في مستنقع الغرابة هذا و لا تنقذني سوى المزيكا :

lets get rich and buy our parents homes in the south of France
Lets get rich and give everybody nice sweaters and teach them how to dance
Lets get rich and build a house on a mountain making everybody look like ants
From way up there,
you and I, you and I

آها.. بلاهات حقيقية.. هذا ما أريد
لا أريد " لحم " أي أحد و لا أريد أشخاص " زي الفل" ، تايد برائحة زهور الجبل سيتكفل بتحسين رائحة المخبول الذي سيقبل بي .. و برغبتي في صعود الجبل المذكور آنفاً و رؤية الجميع بالفعل كنمل صغير من الأعلى و الحديث عن ذلك بشغف حتى الغروب، و أن يكون ذلك بالنسبة لي بأهمية إنجاب طفل

أو شقة تمليك !

5 التعليقات:

miro el niro kwaniro يقول...

أنـــــا كمان :: لا أريد " لحم " أي أحد و لا أريد أشخاص " زي الفل"


ريهـــــام: انتي برافو عليكي،، انتي انا... انتي مها اختي كمان.... وعرفتي تبقى مجموعة بنات كتير نفسها تخرج من التقاليد اللزجة ام ريحة تقرف بتقول: كبرتي يبقى (لازم) تتجوزي،،،
ولما تعترضي وتستغربي وتهربي يبقى هيسألوا نفسهم السؤال اللي انتي سألتيه لنفسك: ريهام من كوكب رقم كام بالظبط؟؟

مش هنتخانق ونقول انهي فيهم الصح وانهي الغلط.. علشان لاهما هيقتنعوا بينا ولا عمر كلامهم هيدخل دماغنا

لذلك أردد وأقول:: انا وانتي ونحن لا نريد " لحم " أي أحد و لا نريد أشخاص " زي الفل" -إلا بمزاجنا-

بس عايزين نبقى نغير كلمة "نريد" علشان عمو عمرو قال إنها صهيونية
^_^

إيهاب قريبة يقول...

المشكلة اللي بتتكلمي عنها مش بس "حصريا" للبنات و إن كانت "مستفحلة" بالنسبه للجنس اللطيف -كعادة غالبية كلاكيع مجتمعنا- لأن المجتمع بيعطي الرجل مطلق الحرية في قرار الزواج تقريبا , و لو رضي و تزوج زواجة من الزيجات الموكوسة إياها ما حدش حيفرض عليه حاجة .. و ممكن بالمسايسة يكمل مشاريع حياتو و طموحاتو و كأن المتجوزها مش موجودة ..

سيناريو قبيح ما أتمناش أوصلو يوم .. و إن كان كل شيء حولي بيخليني -رغم تفاؤلي اللامنتهي- أتوقع إني مش بعيد أكون في المستقبل مسخ لكل حاجة كنت عاوز أكونها ..

Radwa Ashraf يقول...

هقولك ايه بس عبقرية و الله !!
و بتتكلمى بلسان بنات كتيرة , مش عايزة "لحم" حد ..
بس للأشف دى فكرة مترسخة عند ناس كتيرة جدا .. و لا عمرهم هيقتنعوا
بفكرة زى دى ..
الزوراح مش موضوع "لحم و واحد زى الفل" .. الزواج حياة تانية و المفروض يكون مبنى على حاجات أكتر من مجرد أنه شكله تمام ..
تسلم إيدك :)

خريطة عالم الموسيقى المستقلة بمصر يقول...

سلامتك من الصداع و من الإلينز اللي إحتلوا الأرض .. فينك يا ويل سميث !!
:D ريهام سآيد رولز

مهـــــا يقول...

WoooW
(applause) جامد

و هذا البراجراف

"بمناسبة الرقة، أفترض دائماً .... كلب! "

يالك ِ من مشكلة