الأربعاء، ديسمبر 16، 2009

خاطرة شتوية جدا ...




أحيك ضفائر الصوف ...

أنسج جدائل ملونة تتكاثف سويا لتصيغ عالما يخصها وحدها مبتسما لي من بعيد ،، مقطوعة خفيفة كنسائم صيفية تتلوّن بها أصابعي و تلوّن .. احتكاك أصابعي بالخيوط السميكة واحدا تلو الآخر ،، ينسج هالة دافئة تلتف حول كفي بتروّي ،، تجعل كل شيء يبدو ذهبي اللون بلا سبب .. سخاءٌ كونيّ بلون ذهبي هادئ ،، يشبه اللون الذي تصطبغ به غرفتي بوجود وحدة إضاءة صغيرة " أباجورة " أحبها كثيرا ،، تخلق الكثير من الظلال المتداخلة لتهدئة سطوع الضوء و فرش بساط دافئ من الحميمية ... يبدو البساط و كأنه لملم كل شيء بداخله ،، يمارس تجاهي فعل الاحتواء بجدية تامة ..

أتخيلني هكذا دوما مختبئة أسفل غطاء صوفي بصحبة إبر " التريكو " .. أحيك بها الكثير من الضفائر في انتظار وصول حبيب منهك افتقدني بشدة ،، أحيك جدائل لفتيات صغار ، كوفيات ملونة ، أغطية رأس صغيرة جدا ربما تصلح للدمى فقط أو لرأس وليد حل ضيفا على الكون منذ بضعة أيام ،، أتتبع أثرها بالجوارب الصغيرة التي لا يمكنك أن تراها دون أن تقبــّلها و تبتسم .. أرى في كل منها ألوانا من الدفء لم أكن أعلم عنها شيئا فيزيد بذلك سخاء الكون باللون الذهبي من حولي ،، أكاد ألمح كل شيء خارج نافذتي يتراكض ليستنشق نصيبه من اللون و يحل ضيفا معي على البساط ...

أفترش الأرض و أنثر ضفائر الصوف حولي ،،

و أنتظر ..

حبيب منهك افتقدني بشدة ..
:)