الجمعة، مايو 18، 2012

سمنديف قمر سيزيف




كان هذا في الحلم  هو اسم كتابي، الفكرة ان اسم الكتاب هو سمنديف فقط، و قمر سيزيف هو الاسم المستعار الذي ابتكره لي الناشر كي يبيع الكتاب. وانا في الحلم كنت غاضبة جدا و أريد ان أغير قمر سيزيف الى ريهام سعيد بأي شكل .. جلست مع شاب  احاول تذكر ملامحه. من أين اعرفها؟ و في أحد الفلاش باكات اكتشفت انه زار غرفتي مع مجموعة من أناس لا أعرفهم لأسباب لا أذكرها ..لم يكن واضحا انه الناشر، بدأ في اقناعي ان سمنديف وحدها لا تعني اي شيء، و أنها يجب ان تكون سمنديف قمر سيزيف و الا فقد الموضوع قيمته! و أنا كنت متوترة جدا.. خاصة عندما فتح الكتاب ليريني فقرة فيه منقولة نصا من خواطر مكتوبة على حيطة أوضتي.. كان يقول ذلك بسخرية ثم يطلعني على صورته مع ذاك الحائط و يقر أنه تذكر الجمل عندما رآها، بالمفتشر كدة الكتاب معيوب و هو عارف..

  في أحلام كهذه عادة ما أتذكر مشاهد منفصلة تفقد الترابطية، أتذكر أنني أركض عائدة لهذا الرجل المستفز لإصراري على تغيير الاسم، أميرة صديقتي قلقة في مشهد ما و تتبعني.. كنت أشعر بحرقة حقيقية، ثم أجد نفسي في سيارة ٢٨ منهكة أقودها في شارع سكندري إلى جانب سكة حديد، قبل أن يتلاقى الطريق و السكة الحديد بالبحر.. و في مفترق الطرق كان يقف أمام بداية البحر مجموعة من الكائنات التي لم أستغربها و لكنني اذكر استمتاعي بوجودها هناك، و احساسي تجاهها بما يشبه العثور على شيء ما

 قبل ان أترك سيارتي في الشارع مركونة بغباوة شديدة كي اذهب لأتفقد مابعد الحاجز، كنت أحاول التركيز على أنني سأجد السيارة ثانية بالتأكيد،و أنني إن فكرت في العودة سأتمكن من الرجوع إلى هنا.. لم أشغل بالي بحفظ العلامات، فقط كنت افكر أنني سأستطيع العودة 

 خلف الحاجز أجد مدينة مصغرة فارغة وممتدة إلى البعيد تشبه ماكيت ضخم، رملية تماما و هادئة و بها عدة بحار.. أتنفس و أبتسم، و أشعر أنني وجدت شيئا يستحق العناء.. و من جديد تختلط المشاهد، و أشعر بضوضاء و خطر و اقتراب السكة الحديد ناحيتي بالذات ، أقفز في عربة من عربات القطار و يدق قلبي بعنف، كنت أشعر بعدم التصديق أنني نجحت في الركوب، و ظللت أعبث بالحبال المعلقة بأحد ضلف الباب لأتأكد انها حقيقة..

 لم أفهم كيف وصل بي القطار إلى مظاهرة ضخمة، كل ما اذكره أن الحاجز الذي يسبق البحر بكائناته كان يقوم بدور التحجيز بين المتظاهرين و السيارات و باقي البشر، الشارع لايزال سكندري برغم اتساعه و اتصاله بميدان لم أميزه، رائحة اليود تملأ المظاهرة و الأعداد مهولة.. كل طاقات الانفعال المسيطرة عليّ منذ بداية الحلم تتحول إلى غضب، غضب شديد.. أهتف حتى تتلاحق انفاسي و أبكي و أصرخ و أشعر بالظلم 

 أستيقظ بأنف محتقن و لا أستوعب، كيف تكون الساعة العاشرة برغم انني استيقطت في الثامنة و أغلقت عيني لبضعة دقائق فقط.. أتامل السقف طويلا و أفكر ان العزلة ستؤتي ثمارها.. سيساعدني الله بالتأكيد، و يغفر لي الغضب و يزيحه من طريقي.. لن يتركني لأتحول إلى أسوأ صورة مني بهذه البساطة، حسناً.. رجل واحد غبي يكفي لصنع أنثى شريرة، و أنثى واحدة ساذجة تكفي لنجاح الرجال الأغبياء

  حتى الأحلام التي لا أفهم معناها، يريحني ثراءها.. الغد يحمل الكثير، ليس فقيرا بمقدار غضبي و حنقي و الحيز الضيق الخاص بما حدث و ما قالوه هم و ما قلته أنا.. سيختفي ماحدث خلف الحاجز في مدينتي المصغرة،و سأظل في الشارع أقاوم تكبيل أيامي القادمة بأحداث سابقة الصنع،

 و سيرحمني الله حتى و إن كنت لا أستحق

1 التعليقات:

رضوى داود يقول...

سيرحمك الله لأنك تستحقين
و أكثر
:*

وحشتيني