الجمعة، مارس 27، 2009

أثق فيه ...

إن استطعت أن أصف الجزء الأكبر من عالمي ( المادي المحسوس ) ..
سأجد قلمي يصف بقعة ما في غرفتي ..
...
سريري الخشبي قليل الزخارف و البهارج ، حيث يمكنك نقله بسهولة من مكان لآخر دون القلق من عدم ملاءمته

هنا أو هناك ..
في أي غرفة .. في طي أي فكر أو عالم ..
كصاحبته !!
تتبعثر عليه واحدة أو أكثر من حقائبي ..
كتاب أو أكثر ممن أحب أن أعيد قراءتهم ..
الهاتف ..الذي كان يمثل واحدة من منغصات حياتي حين الاضطرار للرد عليه !!
و سعيدة بحلوله ضيفا على سريري العزيز بعد صولات و جولات بين الأسلاك !!!
( موبايلي) .. مختبئا بين طيات الملاءة أو تحت الوسادة أو بين فوضى من التفاصيل حيث يختبئ كالعادة ...
و أضطر أن ( أرن لنفسي من كرت منزلي ) لأجده !!
Laptop.. للعمل أو للموسيقى التي أحب .. أو ( فاصل شحن ) كأغلب اجهزتي ..
أجهزة التحكم بالتلفاز و الرسيفر ..
سماعات استخدمها حين أحب أن أنقطع أكثر عما حولي ..
لا يكفيني انقطاع محبب عن بقية الكون بل لا يرضي غرور وحدتي غيرأن أنقطع عما في عالمي شخصيا !!
أكواب ( مجات ) انتهى ما فيها من كابتشينو و نسكافيه .. (( أبغض هذه العادة و أسعى للتخلص منها !! ))
دبدوبي العزيز Biscuit ( بيسكيت) .. خمري اللون بعيون طيبة ووسادة صغيرة يحتضنها كتب عليها
Happy every day
رباطة شعر تساعدني على كسر الروتين .. حيث أنتقل من شعر مسدل إلى ( زعرورة في النص) و بقية مسدلة أو رفع أو خفض .. ( عالم فاضية !! )
قلمي الحبر ال 0.3 و قلمي الروترينج ال 0.9 رصاص في مكان ما حولي أو في أحد حقائبي المجاورة .. للحاجة ..
***********
يمين السرير ..
( كنبة استوديو ) .. كانت لإحدى أخواتي سافرت للعمل بالخارج ..
و استوليت انا – نياهاهاهاهاااااااا- على الجزء الأعلى ( و الأسفل حقيقة !! ) منها ..
بها مكتبة صغيرة خشبية أيضا لكن بلون أفتح قليلا ..
لملمت بها كتبي المبعثرة الحبيبة – أغلبها –
أصنفها تصنيفين فقط .. روايات و كتب عامة ..
كلاهما في ذات الرف تفصل بينهما مسافة صغيرة للتمييز ..
أسفل ذاك الرف ..
( مجات تاني !!! ) .. قليل من الجدية في التخلص من هذه العادة سيفيد !!!
تليها عدد لا بأس به من حقائبي أيضا ( مدمنة شنط ) ..لوحات .. ايشاربات ارتديتها في آخر يومين .. مثلثات و اسطمبات اختلاف الوانها يعطيك إيحاء بأنها نوع من ألعاب الأطفال !
بجانبها دبدوبة حمراء كبيرة على شكل قلب مبتسم مفتوح الذراعين ..
*************
على يسار السرير ..
منضدة صغيرة بنفس اللون ..
عليها أكثر ما أحب في هذه الغرفة ..
-أباجورة –


أشبه ما تكون بمشربية صغيرة .. فهي من الخوص الأحمر القاتم .. يتسلل الضياء من بين ثغراته ليضيء المكان و يرسم تعشيقاته على الجدران .. صائغا احساسي بعالمي مزايدا على الود بيني و بينه ..
وبرواز فضي بورود ذهبية ..
به صور والدي ..
احداها رسمية و الأخرى بابتسامة عريضة في أحد المناسبات ..
تدنوها صورتي معه و انا صغيرة ..
يحملني و أقبله قبلة كبيرة – تكبرني شخصياً !! – أطبعها على وجنة مبتسمة ابتسامة أكبر ..
في الرف السفلي للمنضدة ..
زهرية بها ورد قماشي بنفسجي اللون يشوبه شيء من البياض و أوراق خضراء ..
جهاز كاسيت قديم – و على الأرجح لا يعمل !!
سبحة بيضاء .. نهايتها خضراء ..
و كأنها حياة تتمنى أن تحياها ..
أهدتها لي عمتى من المدينة ..
بقايا أوراق و غلاف جهاز أحتاجه لأرى تعليمات التركيب ..
و أمام المنضدة ..
مقعدعلى شكل دبدوب !!
احممممممممم .. حسنا فلتقلها .. طفولة متأخرة !!
************
بين طيات أشيائي المبعثرة هنا و هناك ..
و بين أشعة الضوء المرسوم بريشة الخوص الأحمر ..
برفقة biscuit وكلانا يضع ذات العطر.
و بيدي كتاب ما يحكي خواطر أجد فيها شيئا من ذاتي ...
أستمع إلى We’re in heaven بصوت Bryan adams
و على الرغم من كوني غير واثقة من اي شيء ..
تائهة بين الحلم و الواقع ..
بادرني صوت من الداخل ..
أخبرني بأني أفضل الاستماع لها بين طيات هذا العالم الذي أحب .. وحدي ..
على أن أكون برفقة شخص ما و أمنع نفسي و أصم آذاني عنها خشية ندم أو ألم أو حسرة ..
هذا حقاً ..-أثق فيه -

0 التعليقات: