موسيقى " خالد مزنار " تدغدغ رقبتي و تسري في أوصالي .. لها قدرة عجيبة على إدخالي في حالة من الشجن الباسم ،أصبح حزينة و سعيدة في نفس الوقت ! تهمس في داخلي برغبة ملحة لإغماض عيني للحظة واحدة فارقة ،، أجد نفسي بعدها في غرفة زجاجية بها كاتم للصوت ،، لكل الأصوات التي تتطلب منك عناء التفهم و المحاولة ،، لكل ما يخبئ لك جهد ما .. كقطعة هم مغلفة بسلوفان وردي ...
غرفتي الزجاجية تعلو مساحات خضراء .. زرقاء ... ملونة هائلة .. و أنا سعيدة و راضية بهذا الهدوء و قدرته على ضم أنفاسي لتخرج مجتمعة ،، تمنحني التنفس بصورة أكثر رحابة من المعتاد ... لا يعجبني أداء الأنفاس المبعثرة هنا و هناك .. اجتماعها أقدر على رسم البسمات الهادئة ،، الحقيقية ...
CARAMEL .. موسيقى ترافقني ...
" زغلول الحمام " تشعرني بترقب و انتظار لا ينتهي .. الدخول المفاجئ للكمان من الخلفية يرتل مخاوف عن آلام الصبر ... بحة الناي في الخاتمة تقر بأن الأمر برمته محزن .. بضعة أصابع على البيانو كي لا أنسى أنه قد يصاحب الحزن حلاوات أخرى ...
Cicatrices مقطوعة خُلقت لتُحب ! تبدأ بهمس إحدى الآلات الوترية التي لا أستطيع تخمينها بالضبط ،، ربما هي إحدى آلات العود ذات البحة اللاذعة المحببة ،، بشكل حالم تبدأ الدندنات يصحبها بوح الكمان كأبهى ما يكون البوح ،، جيتار وتري في الخلفية يمنحك فضاءا صغيرا تدور حول أقماره كما يحلو لك ... يعلو و يهبط صدري بهذه النوتات الرقيقة الرائعة ، أكاد ألمح العلامات الموسيقية تحوم حولي ! تقاوم هذه المقطوعة كل الأحزان الجاثمة فوق صدر أخواتها و تخبرني في كل مرة حكاية مختلفة ...
لا يمكنني وصف ثلاثة عشرة مقطوعة رائعة سوى بقدر البسمات على وجهي.. ربما علي أن أتحدث قليلا عن المقطوعات المصحوبة بالغناء ..
" سكر يا بنات " ،، بيانو بأطراف الأصابع فوق كل بقعة في الصدر ... كذلك الكمان ،، لا يمكن لهذه النوتات أن تصدر عن صناديق خشبية .. هي تصدر من هناك ،، من الداخل ... كالبسمة التي تصحبها تماما
" جاية هدية حبيبك على جنح الطير ... باعتلك نسمة تجيبك بعجقة هــ السير "
تتحول البسمة إلى ضحكة دامعة قليلا ... أفتش في الهواء عن تربيتة على جبهتي فأجد النسمات تتسابق نحوي ..
تختتم " رشا رزق " الأمر بـ " عجقة سير و سيارات ،،، و صوت سكاربينات .. و إيدين تغني فيهن ،، سكر يا بنات " ،، ترش السكر بصوتها الهادئ فوق ماتبقى مني بعد سفرتي معها ...
...
" مرايتي يا مرايتي ،، قوليلي أنا مين ؟؟ "
و الكمان لازال يصدر من الداخل ..
أشعر أمام هذه الأغنية أنني أميرة صغيرة ،، أتزين لحبيب ما .. أرتدي رداءا بلون قلبي و قلقة كثيرا ألا يليق ... خجلة من سؤال أحد ما سوى رفيقتي المرآة ... أسأل بحيرة :
" بدا قص الغرة ؟؟.. قولك حلوة الحمرا ؟ .. مع فستان السهـــرة ... يا مرايتي "
أنسى أن أسألها بم سأزين الجناحين ...
....
CARAMEL ... كمذاق الكراميل الدافئ تماما ...
موسيقى " خالد موزنار " تمنحني الحكايات و تزينني بالخفة .. تحجبني عن ثقل كل ما هو معقول ،، تموه أفكاري في سيل الرقة و تصبح الغرفة الزجاجية أكثر اتساعا ،،
و غير قابلة للكسر ...
5 التعليقات:
شجعتيني كثيرا للخوض في موسيقى هذا الرجل
شكرا على الرابط
لا يمكن لهذه النوتات أن تصدر عن صناديق خشبية .. هي تصدر من هناك ،، من الداخل ... كالبسمة التي تصحبها تماما
شعرت بهذا جدا جدا
حقا لا أعرف كيف اشكرك
انتي ببساطة صنعتي يومي
شكرا بقدر روعة هذا الفجر .. !
موسيقى عبقرية
مذهلة
مرايتي .. يا مرايتي .. بدي إحكي ليكي حكايتي
بحب كاراميل جدا وانتي حببتيني فيه أكتر
:))
big code
أسعدتني فوووق ماتتخيل .. أنا شفت ردك أول مانت كتبته و كنت مشغولة جدا بمعني أصح مطحونة ... و منتحتني ابتسامة من القلب في وسط الزحمة ... شكرا أكتر ليك ..
الإحساس يصنع أيامنا جميعا :)
آلوآ .. العفو يا قمر .. منورة
لبنى ..تسلمي يا قمر ،، ربنا يحلي أيامك
إرسال تعليق