الأحد، يونيو 19، 2011

رصيف نمرة خمسة .. و العالم زحام


-1-

" أنا هجيلك اسكندرية .. احم .. مش باخد رأيك على فكرة، أنا جاية فعلاً .. هجيبلك معايا برقوق ، أنا كارماك أهو ! الكيلو بعشرين جنيه حضرتك و احنا ف آخرالشهر ... هجيب نص كيلو ،، هيكفينا ، أحسن انت شكلك داخل على طمع... و هجيب اتنين فليك بس على الله ميسيحوش ،، لو ساحوا كل واحد يبقى ياخد بتاعته و أما يروّح يحطها في التلاجة و ياكلها بعدين... المهم نعمل الطقس بتاع تبادل الشيكولاتات ، دة مهم ...

أنا هجيلك اسكندرية ... أنا لازم أجيلك
هجيلك ! "



-2-
الانتظار على رصيف -5- في محطة مصر بصحبة علبة بلاستيك مليئة بالبرقوق كان ممتعا بفعل اللهفة ، مرهقاً بفعل الشمس الحارقة و تورم قدميها تباعا لانخفاض الضغط .. اختيار قطع الملابس التي توحي بحالة متخيّلة في بالها كان نوعاً من الفانتازيا الصباحية التي جعلتها تضحك من قلبها أمام المرآة قبل أن تغادر البيت،، و تقول بصوتها العالي : " يا خبر اسوح ع الجنان !! " .. إلا إن القطارات الصباحية لا تأتي في ميعادها أبداً .. قطار الساعة التاسعة يصل في التاسعة و الثلث .. و هي هناك منذ الثامنة و النصف .. من بعد نصف ساعة أخرى من التسكع ، لأنها لم تنم أصلاً..

يبتل قميصها في منطقة منتصف الصدر بفعل العرق فتبدأ في دفع قماشه جيئا و ذهابا ، و تطلق زفيرا تحمّله آثار الحر على روح محاطة بالنور منذ البارحة و لا تريد قتل فرحتها بشيء .. مقعدها في القطار يتشرب الشمس مثلما يتشرب قميصها العرق ... تخبئ علبة البرقوق في القطعة التي يحيطها قليل من الظل في المقعد، و تفكر في أن البرقوق الساخن لن يفرحه كما تريد .. فتستمر في إطلاق زفراتها لتبتعد بهذه الهموم الصغيرة عن حيز المقعد ، لأنها لو " استفردت " به، لقتلت كل شيء ..

-3-
مغادرة رصيف -5- في محطة مصر بحذاء ملوث برمل سكندري وعلبة بلاستيك فارغة و ملوثة بآثار أصابع غامقة تتفاوت في الحجم .. كان حدثاً تاريخياً في حياة فتاة لا تفهم في هذا العالم الكبير شيئاً محددا .. هي تعرف فقط أن نجاحها في إسعاد أحدهم يجعلها بخير.. و أن البرقوق قد يصبح لذيذا جدا ،، حتى و إن كان ساخناً ...

1 التعليقات:

nebal يقول...

جمييبلة اووي